الجمعة
2025/11/28
آخر تحديث
الجمعة 28 نوفمبر 2025

تغيير وجه السردية بعد السابع من أكتوبر

منذ 1 ساعة
تغيير وجه السردية بعد السابع من أكتوبر
قرار المسعود
طباعة

الكل يجمع ان الحرب المعلنة عن غزة غيرت أنظار العالم و كشفت الحقد الدفين في السردية الصهيونية و أظهرت أن القصد يتعلق بالعقيدة لا غير. أما ذريعة الأرض والبرامج الإقتصادية و الحماية للأقلية و الحرية و حقوق الإنسان و الديمقراطية ما هي إلا فتوى لجوعان و ذر رماد في عيون المغفلين و الجهلاء ليأخذ ما تبقى من رمقهم.
فالموضوع يتعلق بالصراع العقائدي الأبدي المحذر منه في كتاب الله (لن ترضى عنك) و لن في المعنى تفيد الإستمرار في الوجود ما دامت القضية و الفكرة مطروحة بين الطرفين في الكون. و كلما حاولوا السيطرة على بعض من الدول و المجتمعات عن طريق التجارة الربوية و التبادل و التقدم الوحشي من اجل الإستيلاء و تجميد فكر المجتمعات و جعلها عبيد تطيع الأوامر و إبعادها عن قيمها و حقيقة امرها. و كثيرة هي الآيات التي تكشف المكر والحيلة و الغل المدسوس و ما يخفيه الصراع الحضاري.
لو يتأمل الملاحظ لمجريات الأحداث عبر التاريخ فهي تطرح عدة أسئلة، بما أن الديانة اليهودية كانت هي قبل المسيحية و الإسلام، فلماذا لا تسود مقارنة بهما و أصبحت المسيحية هي المهمنة ؟ هذه الأخيرة لم تعمر بعثتها عكس اليهودية و تعد هي الاكثر انتشارا في العالم على غرار الديانات الأخرى. يلاحظ في الوقت الحالي في القارة الأوروبية من تحول نتيجة النزاع مع روسيا الفديرالية التي قللت من زخم كبرياء النظام و سياسة الإتحاد الأوروبي، فهذا الإصطدام كشف حقيقة الخطة و السردية التي كانت سائدة و مهيمنة على عقل المجتمع في المنطقة و حتى جزء كبير من العالم و أيضا من الجهة المقابلة التمسك و التحفظ الأورثدوكسي في القوقاز وعدم تفككيه من جهة و مَنْ دبروا في اطار هز السيطرة المهيمنة على العالم ضمن السابع أكتوبر 2023 المنشود الذي زاد توضيح و كشف الخطة إضافة الى السياسة الأمريكية الحالية المنبثقة من التماشي مع الوضع في تعديل طريقة التعامل من أجل تشبثها أمام طوفان تفكيك القطب الأحادي و عدم التحكم في الإعلام المعاكس و منشورات تيك توك الذي ساهم في نهوض و صحوة الضمير العالمي و خاصة تأثيره داخل الولايات المتحدة نفسها، ناهيك عن الضغط الشرقي بواسطة التكتل الاقتصادي. فكل هذه العوامل جعلت سياسة الحركة الصهيونية تُمس في نقاط ضعفها.
فالتاريخ يذكرنا ان هذا المجتمع لم يفلت من عبودية الكنيسة و تحول الى عبودية النفس و الحرية المطلقة عن طريق ديكارت و روسو تحت شعار انا حر وما خطط تحت هذا الغطاء.

قرار المسعود