المحجورون يتحدثون عن "سجن خارج نطاق القانون"

تعاني مجموعة من الموريتانيين المحجورين في فندق "الأجنحة الملكية" بانواكشوط من ظروف وصفوها بـ"القاسية والظالمة". وقال أحد المحجورين في الفندق، في اتصال مع صحيفة العلم، ان المجموعة وصلت مدينة روصو-السينغال يوم 21 مارس صباحا، فقيل لهم ان الحدود أغلقت في الليلة السابقة، فظلوا هناك في هرج إلى الساعة الخامسة بعد الزوال حيث فتحت الحدود واجتازوا إلى روصو-موريتانيا، وسدت عليهم السلطات الباب على مقربة من العبارة فباتوا هناك تحت رحمة الغبار والبعوض حتى الصباح الموالي دون عشاء أو فطور أو فراش. وعند منتصف الليل بدأت السلطات تقلهم في الباصات إلى نواكشوط، وهي العملية التي لم تكتمل إلا في اليوم الموالي.
وعند الساعة الـ 12 والنصف وصلت المجموعة إلى نواكشوط ووضعت في الحجر الصحي بفندق "الأجنحة الملكية" مدة 14 يوما المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الموريتانية. وعندما انقضت فترة الحجز، وزادت بيومين، أخبرتهم السلطات أنهم سيبقون في حجرهم لفترة أخرى لأن "امرأة قادمة من فرنسا توفيت بسبب فيروس كورونا. وهكذا بدأت مأساتهم لسبب لا علاقة لهم به إطلاقا. فالمرأة قدت من فرنسا وهم قدموا من السينغال!، والمرأة قدمت في طائرة وهم قدموا في باصات!، والمرأة كانت في فندق في شمال العاصمة وهم كانوا في فندق في جنوب العاصمة!. وبالتالي فلا شيء إطلاقا يبرر، بالنسبة لهم، حجزهم لفترة ثانية.
وقال المحجورون ان الوزارة تعهدت لهم بفريق طبي يزورهم يوميا كما تعهدت لهم بخدمات فندقة لائقة، وأن الفريق بدا أنه ممرض واحد يأتي بعد يوم وتارة يومين ليأخذ درجة الحرارة ويغادر، وأنه لا يوجد لديهم أي رقم يتواصلون معه في وزارة الصحة للشكوى من أي شيء. وبالنسبة للفندقة فإن الغداء والعشاء متواضعان جدا لأن الأطباق لا تتغير إطلاقا، بينما يحسن السكون على الفطور المقبول شيئا ما.
وقال المحجورون ان مرضى السكري، من بينهم، لا يجدون أي مساحة للقيام بتمارين الرياضة الضرورية لإنقاذ حياتهم، فهم يقبعون بين جدران موصدة تماما.
واشتكى المحجورون من أن الفحوص التي فرضت على الجميع تسير ببطء شديد لأنها بدأت بـ 31 شخصا فقط في يوم كامل، ما يعني أنها بهذه الوتيرة لن تنتهي إلا بعد أسبوع لأن العدد الإجمالي في نواكشوط يزيد على الـ 600 محجور.
وقال المحجورون في فندق "الأجنحة الملكية" ان السلطات لم تضع في الحسبان الحالة الصحية لكل محجور، فهناك من يعانون من الضغط وهناك من يعانون من السكري، وهناك أطفال وشيوخ ونساء. مؤكدين أن "حجرهم، بعد انقضاء المدة المحددة سلفا بـ 14 يوما، يعد سجنا خارج نطاق القانون".