محمد عيسى بن باباه يرثي الفقيد بديدي ولد سيدي ولد محمد لقمان ولد باباه
قال الأستاذ/ محمد عيسى بن باباه في رثاء الفقيد الابن الغالي بديدي ولد سيدي ولد محمد لقمان ولد باباه تقبله الله في الصالحين وأسكنه في عليين وإنا لله وإنا إليه راجعون
على بدّيد بالدمع المسال أعينـــــاني فإني غيرُ سال
تولّى فــجأة من دون حتى وداع أو مــهاتفة اتصال
فبت مبيت ذي قلب جريح بنيران الأسى والحـــزن صال
أكابد وقع فقد في فؤادي أشد علي من وقع النبال
سأرخص فيه دمع العين -يجري كمنسكب العزالي - وهو غال
وأصبر فقده صبرا جميلا وإن يك صبره صعبَ المنال
وإن أك في اصطباري أشتكي من ليال نابـــغيّات طوال
وأعلم أن سلواني عسير لدى ذكراه وهْـو عليّ لا لي
إلامَ نـــــغر والدنيا سراب ويرزأها المـمات بكل غال
نروم الوصل فيـــــــها باتصال وغاية كل وصــــــل لانفصال
ألســنا كالظلال وتــــــلك تفنى وهل تبقى الظلال بـــلا زوال
فصارى الأمر أن المرء فــان إذا عاش المقدرَ من لـــــــيال
ستبلى دارنا مـــــع من عليها ويلتحق الأواخــــــر بالأوالي
محال أن يدوم الحـــــال فيها كما طلب الدوام من المـحال
فقدت أخا عزيزا وابن عـــم عديم المثل من بين الرجال
يجود بسيبه في كل صـوب ويسقي كل منخفض وعال
هو الغيث الذي إن حلّ أرضا وجاد نداه لم يخطر ببال
ويولي من يلاقــــــــــيه نوالا بلا منّ ويُـــــجزل في النوال
يوالي بذله ويــــــــظنُ أنْ لا يَتمّ البـــــــــــذل إلا بالتوالي
فمعنى حاتمٍ فيه ومــــــــعنٍ ومن جاراهما في ذا المجال
له الصدقاتُ تترى مرسلاتٌ تُـــسرّ بها اليمين عن الشمال
وإن مديحه في الـــــناس جار بلُـسْن الحال أو لُـــسن المقال
تقبل ربه ما كان يــــــــــأتي من اَعمال ويُؤْتِي من نوال
وأشـــــــهد أنه قد كان يأتي من الحسنات أمثال الجبال
ويسعى مثل سعي أب وجد له سَعَيَا إلــــى نيل المعالي
قفا مسعاهما فـــــــينا تماما كقفو النعل آثار الـــــنعال
وقد حاذاهما في كل نعت وإبدال وتوكـــــــــيد وحال
فاضحى ذكره شرقا وغربا وغطى كل شمس أو هلال
فبوئه الجنان يقرُّ عـــــينا بها وبأهلها يا ذا الجــــلال
وبارك في بنيه وفـــي ذويه فهُمْ فينا كأصـــداف اللآلي
وكن معهمْ إلهي كلَّ حـــــين وكن لهم ُإلهـــي كل حــال
وزدهمْ منك في الإحسان حالا وأوْلِ جـميعهم حسن المآل
صلاة الله يـــــــشفعها سلام على طه وأصــــحاب وآل
الأستاذ/ محمد عيسى بن باباه
