الدولة سقطت من المعادلة إلا في القمع والتنكيل والتزوير وبيع المؤسسات

بخصوص حادثة وفاة الصبية الثلاثة في مقاطعة اركيز:
عندما اختطفت القاعدة عدة رعايا اسبان على الطريق بين نواذيبو و نواكشوط بذلت الدولة الإسبانية الغالي و النفيس في سبيل تحريرهم و تجاهلت الصحافة الإسبانية بيانات الإرهابيين لكي لا تكون بوقا للضغط على الرأي العام و الحكومة، ليكلل ذاك كله بإطلاق سراحهم.
و في يناير الماضي سقط طفل صغير في حفرة عميقة،جنوب إسبانيا ،فاستنفرت الدولة كل إمكاناتها في سبيل إنقاذ حايته ،كلفها قرابة مليون و نصف يورو ،و شارك في عملية الانقاذ 300 شخص يعملون على مدار الساعة و كانت القنوات التلفزيونية تبث الوقائع من عين الحدث( 200 صحفي ) ، ليصبح الحدث حديث الجميع ، ز شاركت في أعمال الإغاثة هذه، 10 إدارات إقليمية و 13 شركة خصوصية و حفارتين عملاقتين ،احداهن جاءت من مسافة تزيد على 500 كلم تاركة العمل الذي كانت تقوم به في ضواحي العاصمة مدريد ، و 3 طائرات هليكوبتر .
و دامت العملية كلها 13 يوما و الإسبان ،والعالم كله، يحسر أنفاسه ،في جو تسوده روح التضامن و التضحية و الأمل ، رغم تضاءل احتمال العثور عليه حيا.
اما في ظل حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز( طبعا ،لا مجال هنا للحديث عن الأنظمة السابقة و لا عن المعارضة ) فقد مات منقبون شباب و لم تحرك الدولة ساكنا و مات مواطنون على مقربة من العاصمة تحت أنقاض السيارات، و هم يطلبون النجدة ،و لم تحرك الدولة ساكنا و شاهدنا النسوة الجياع يتوسلن في شهر رمضان، و لم تحرك الدولة ساكنا، و اخيرا مات ثلاثة اطفال في مقاطعة اركيز عطشا و لم تحرك الدولة ساكنا، حتى اصبح البعض ،يلوم شاب الفيس بوك على التقصير في حقهم و عدم اعطائهم المساحة الإعلامية التي تناسب حجم الفاجعة و التي كانت ربما تساهم في إنقاذهم، لأن الدولة سقطت من المعادلة، الا في القمع و التنكيل و التزوير و عدم الشفافية و بيع المؤسسات.
Mohamed Salem ElVaroui