السبت
2024/06/29
آخر تحديث
السبت 29 يونيو 2024

رد الشباب في نواذيبو: نجاح شخص من عدمه لن يساويه الشباب مع مستقبله ولا مع أمن البلد

26 يونيو 2024 الساعة 17 و00 دقيقة
رد الشباب في نواذيبو: نجاح شخص من عدمه لن يساويه الشباب (…)
طباعة

هذا حشد كبير في نواذيبو من الشباب من جميع الفئات والأجناس والأعمار حسب ما تُظهر الصورة .الواضح أنهم تفاعلوا مع شعار غزواني الكبير :حملة ومأمورية بالشباب وللشباب .
الحقيقة أن هذا النوع من التعهدات يجب أن يتمسك به أصحابه الموجه إليهم ويكون بمثابة عقد سياسي بينهم مع المرشح ومستمسك عليه ومرجعيتهم غدا في تقييم أدائه ومحاسبته ،لكن لابد أن يأخذوا بمضمونه ويدعمونه على أساسه كل الدعم ويلتفون حوله لأنه تعهد مهم وجوهري .
الشباب أصبح ورقة رابحة في العالم وفي بلدنا بشكل خاص حيث زادت نسبتهم على 70% من السكان ،والدولة بصدد ازدهار اقتصادي قائم على تنظيم الفرص وعلى استخراج الثروات المعدنية الكامنة في البلد والمتنوعة والكثيفة جدا والتي تطلب خبرة ويد قوية كل ذلك يمثله الشباب .كما أننا أمام مرحلة مفصلية من التجديد التلقائي للطبقة السياسية والمهنية في البلد وهذا يتطلب استنهاض همم الشباب وتأطيرهم وتكوينهم ودمجهم في خطة ونسق وطني عام يخدم المستقبل وهذا معنى إطلاق هذا الشعار من طرف غزواني ، الذي يعتبره دعوة وطنية للشباب لتسيير المرحلة القادمة. على الشباب أن يفهم ذلك ويندمج فيه بقوة وأن يبتعد عن دعوات التخريب ويتحول لدعوة العمل واستغلال فرص التحول التي سيعيشها البلد على أصعدة مختلفة .
نجاح شخص أو عدم نجاحه لا يتساوي مع مستقبل الشباب ولا مع أمن البلد ،فنحن أمام انتخابات تم التحضير لها بشكل توافقي وتتم مراقبتها من أطراف دولية كما أن الجميع راقب توجه الرأي العام وقوة الحشد وقوة الطاقم والقدرة على تحريك الناخبين وهذا لم يحصل سوى في صف غزواني هو اليوم الذي تمكن من تحريك أغلب الأطر وأغلب رجال الأعمال وأغلب التجمعات والكيانات السياسية والاجتماعية في حملته وهذا حسب كل المراقبين يعطي حتمية واحدة بنجاحه في الشوط الأول ،لكن هذا لا يمنع المترشحين من يقولوا بأنهم سيكسبون الرهان وأن لديهم شعبية عريضة لكن يجب أن يبقى ذلك جزءا من الدعاية وليس من الواقع ويجب أن لا تُبنى عليه تصورات جازمة بالنجاح ويتم ربط نجاح المرشح الأقوى والأهم بفرضية التزوير امعانا في الشطط والتأثير على السكينة والأمن والأمان من خلال شحن الشباب ولهب صدورهم والتغرير بهم ودفعهم لمراكب الشطط والعنف دفاعا عن تصورات غير واقعية ولا موضوعية :عن أصواتهم التي ستسرق وعن نجاحهم المؤكد وهذا في الحقيقة عمل غير ديمقراطي وسيفسد عرسنا السياسي الجميل الذي ننتظره كل خمس سنوات لتجديد العقد مع المترشحين وتحديد البرامج والرهانات وفق مشاكل البلد وطموح شعبه ونخبته .
إنها فرصة للتهذيب السياسي لتطوير مدرستنا الديمقراطية وليست مناسبة للشغب وتعبئة المجتمع ضد بعضه .

من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار