الخميس
2024/07/4
آخر تحديث
الخميس 4 يوليو 2024

جامع شنقيط القديم حقق مالم تحققه الجوامع العريقة!!

2 يوليو 2024 الساعة 09 و40 دقيقة
جامع شنقيط القديم حقق مالم تحققه الجوامع العريقة!!
لمرابط ولد لخديم
طباعة

شنقيط تلك المدينة الصغيرة في حجمها الكبيرة في معناها رفعت اسم موريتانيا في العالم العربي والاسلامي والافريقي والدولي في مايعرف بدبلوماسية الكتاب في القديم وفي التاريخ الحديث..
وقد كتبت مقالا حول هذا الموضوع بعنوان: دبلوماسية الكتاب في موريتانيا بين الكبوة والنهوض!!
منذ القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين والفكر الشنقيطي يواصل ارتقاءه الثقافي الدؤوب ارتقاء يمد جسرا للحاضر، ينقل عبره فكر بلاد شنقيط ليأخذ مكانه طيفا من أطياف الثقافة العربية الإسلامية...
وهذه الثقافة لم تظهر دفعة واحدة بل تبلورت عبر مراحل ومجهود أثقل كاهل هؤلاء العلماء الأفذاذ في تحصيل دؤوب عن طريق قوافل الحج التي كانت تجلب الكتب من الحجاز ومصر وبلاد المغرب العربي وعن طريق الرحلات العلمية التي كان يقوم بها البعض بحثا عن الكتب و الورق. فقد ظل علماء الشناقطة يراسلون نظراءهم في البلاد العربية ويسألونهم عن نوادر المخطوطات وأماكن وجودها ،فكانوا يطلبون المخطوطات من السلاطين والملوك ويسافرون إليهم من أجل الحصول عليها. وقد أهدى سلطان المغرب لإبن رازكة مكتبة عاد بها من المغرب كما عاد الشيخ سيديا من رحلته إلى مراكش بمكتبة كبيرة وقد رحل الشيخ محمد اليدالي بن سعيد إلى أغادبر وعاد ببعض الكاغد الشاطبي وازدهرت سوق المخطوطات في بلاد شنقيط التي اهتم أهلها بالكتاب واشتروه بأثمان غالية، فقد اشتري "موهوب الجليل شرح مختصر خليل" للحطاب بفرس عتيق، كما أشتري القاموس المحيط بعشرين بعيرا!! .
وانتشر نساخ المخطوطات الذين هم بمثابة دور للنشر وتنافسوا في استنساخ المخطوطات وجلب نوادرها، فكان ذلك ضمانة لبقاء هذه المخطوطات ونشرها في زمن لم تظهر فيه وسائل الطباعة الحديثة.، مع الفارق الكبير في ما توفر لنا من وسائل وما كان لديهم من إمكانيات،
إن موريتانيا قادرة على استعادة ريادتها الثقافية والفكرية بعد كبوتها..
لمتابعة المقال يرجى الضغط على الرابط:

https://aqlame.com/node/2040?fbclid...

ولأهمية هذا المعلم التاريخي وكونه اصبح ارثا انسانيا محمي من اليونيسكو وبتدخل من خيرية الشركة الوطنية للصناعة والمناجم بالتعاون مع المؤسسة الوطنية لحماية المدن القديمة تم ترميم المسجد والحي القديم بشنقيط وهذا ليس بالأمر السهل حيث أن ممثلة اليونسكو في المدينة أشرفت على البناء وأشترطت مطابقته لماهو موجود في هذا المعلم الفريد من نوعه.
وكون مسجد شنقيط القديم حقق مالم تحققه الجوامع العريقة فهذا ماقاله الباحث الكبير الدكتور راغب السرجاني في هذا الفيديو:

https://youtu.be/gVNiHLAc-lw

لمرابط ولد لخديم