لقاء مهم والأول من نوعه بين الرئيس غزواني والرئيس المالي
تم في الصين لقاء بين الرئيس غزواني والرئيس المالي لأول مرة وهو ما سيرفع من أهمية المشاركة الموريتانية في القمة لإن هذا اللقاء كان يجب أن يتم منذ مدة لكن الجانب الموريتاني ظل يتلقى إشارة أقل حميمية وأقل ديبلوماسية وابروتوكولية من الجانب المالي الذي وصل للسلطة في ضوء قطيعة مع فرنسا بل تحول راديكالي ضد فرنسا الاستعمارية لكن ليس ذلك وحده بل الاحتماء بروسيا والارتماء في أحضانها عبر منظمتها المسلحة فاغنر التي يوجد أربعة من نوعها بين الولايات المتحدة وابريطانيا .
كانت مالي ترى أنها ستجر موريتانيا وقد انتقلت حمى الانقلاب على فرنسا في شبه المنطقة (النيجر بوركينا ،السينغال )إلى جانبها أو على الأقل لتأخذ موقفا محايدا اتجاه فرنسا وتدخلها السافر في المنطقة الأمر الذي لم تراه موريتانيا واقعيا ولا ضروريا في مسار علاقاتها بفرنسا وهكذا أخذت العلاقة منحنيات ومنعرجات خطيرة توجهت بعض الأوقات للتوتر بل كانت موريتانيا بحاجة لإظهار قوتها وجاهزيتها العسكرية من خلال مناورات عسكرية على الحدود مع مالي ردا على ذلك ،إلا أن ذلك يظل غير الحل الجوهري لملايين من رؤوس الماشية وعدد كبير من القرى ومن نسيج العلاقات والتعايش والتكامل الاقتصادي بين البلدين .
وهكذا سيكون هذا اللقاء بين الرئيسين فرصة لبحث الأمور بشكل جدي وصريح وهكذا يتفاءل المحللون باقناعية غزواني وقدرته على توصيل رأيه الذي يستند لمبررات قد تكون ظلت غائبة عن الطرف المالي .موريتانيا دولة مجبرة على التعامل في إطار استراتيجيتها التليدة مع الغرب ، فهي حيوية ضمن الكثير من المنظمات وعضو مهم بسبب الموقع الجغرافي في الكثير من الاستراتيجية الدولية وبالتالي أقل قدرة على الانفصال عن تلك العلاقات والتحرر من تلك المقاربة إلا في ضوء رؤية ثورية ليس هذا مجالها .
الرئيس قد يتفهم ذلك في إطار مصالحه الاستراتيجية ودور موريتانيا المبالغ فيه اتجاه مالي رحمتها بتدفقات الماليين إلى حدودها وكذلك رفضها تطبيق الحصار الاقتصادي على دولة مالي وخنقها اقتصاديا .العلاقات المتشابكة بين البلدين أطول وأكبر من أن يتم التضحية بها ببساطة حتى في ظل التناقض السياسي حيث تبقى هذه المصالح جوهرية وقوية وتفرض نفسها على الحكومات لأنها علاقات شعبية اجتماعية وتاريخية وفوق النزاعات الفردية .
فهل فعلا ستعود العلاقات إلى مجراها قبل الانقلاب العسكري أي وفق النظرة التقليدية لموريتانيا من طرف الماليين كدولة شقيقة عبر التاريخ والجغرافيا .
من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار