السبت
2024/10/12
آخر تحديث
الجمعة 11 أكتوبر 2024

من يصدق أمريكا في عدم قدرتها على كبح جماح نتنياهو المتهور وتوقيف الحرب في فلسطين ولبنان تفاديا للأسوأ ؟‎

30 سبتمبر 2024 الساعة 18 و37 دقيقة
من يصدق أمريكا في عدم قدرتها على كبح جماح نتنياهو (…)
محمد حسنة الطالب
طباعة

لقد أثقلت مسامعنا تصريحات الزور المتكررة على لسان كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ، والمتعلقة أساسا بمساعي الولايات المتحدة الأمريكية الحثيثة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد أشهر عديدة من إندلاع الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في 7 أكتوبر 2023 ، تلك التصريحات التي كانت وما زالت حتى مع توسع الحرب في لبنان مجرد جعجعة بلا طحين .

أكاذيب الولايات المتحدة الأمريكية ومغالطاتها التي شنت على أساسها حروبها الظالمة وعدوانها السافر على بعض الدول وإستغلالها لمقدراتها وعدم إكتراثها لمعاناة شعوبها ، لم تعد تنطلي على أحد ، ولكم في عدوانها على أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا ، وفي عداوتها لفنزويلا وكوبا وإيران وكل الدول التحررية التي إستهدفتها بالعقوبات وبالإغتيلات السياسية وإختلاق المعارضات وتزوير الإنتخابات ، خير دليل على أن أمريكا هي الخصم والحكم وهي الآمر الناهي ، الذي لا يهتم إلا لمصالحه ورعاية من يرعاها ويخدمها حتى وإن تجاوز كل الأعراف والقوانين ومواثيق الشرعية الدولية وتلطخت يداه بدماء الأبرياء ، هذا هو وجه أمريكا القبيح ، وهذه هي إستيراتجيتها في بسط نفوذها ، وما وقوفها اليوم الى جانب إسرائيل بالشئ الجديد ، وما إرتكبته أمريكا وهذه الأخيرة من عدوان سافر وهمجية فاقت كل الحدود في منطقة الشرق الأوسط لايدع مجالا للشك ، فجرائم إسرائيل التي يندى لها الجبين في قطاع غزة وإبادتها الممنهجة ودمارها الشامل لكل مقومات الحياة هناك ، هي جزء من سيناريو شامل دبر بليل لهذه المنطقة ، وهاهي إحدى فصوله تتكرر اليوم في لبنان دون رادع من أمريكا وأذنابها من العالم الغربي والعربي ، الذين إنساقوا وراء ظلمها البين خنوعا ومجافاة للحق والحقيقة ولكل ما تمليه القيم والمبادئ الإنسانية العالية .

فأمريكا ورغم ما إقترفته إسرائيل من تجاوزات فادحة وإنتهاكات جسيمة للقانون الدولي ، إلا أنها ظلت تساندها في السر والعلن ، وتحميها من أحكام العدالة الدولية ، وتحول دون متابعتها ومحاسبتها على تغولها وظلمها السافر وتجاوزها المشهود لكل الخطوط الحمر .

لقد آن لنا أن نتأفف من السياسة الجهنمية لأمريكا ومن مناوراتها الظالمة وإستخفافها الواضح بحقوق الشعوب وسيادة الدول ، التي لا تعني شيئا بالنسبة لها في معادلة المصالح التي تتبناها في تجاهل تام لكل الأعراف والقوانين الدولية .

هكذا تطلق الولايات المتحدة الأمريكية العنان لإسرائيل لخدمة أهدافها وتحقيق مآربها الإستيراتجية في الشرق الأوسط ، ولذلك بات من الضروري أن نفهم تلاعب أمريكا بالمصطلحات ، فعلى أي أساس يتم تصنيفها للإرهاب ، فإذا لم تكن إسرائيل التي تستهدف المدنيين وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، وتمثل بجثث الفلسطينيين وترميها من على أسطح المنازل إرهابية ، فبأي حق تصف أمريكا فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني بالإرهاب ، ولم يسبق لإي منهما أن إستهدف المدنيين الإسرائيليين بالقتل والتنكيل ، وخير دليل على ذلك ما شهد به الرهائن الإسرئليون الذين أطلق سراحهم في عملية التبادل التي جرت بين حماس وإسرائيل في مرحلة سابقة من الحرب على غزة ، حيث أشاد هؤلاء الرهائن بما تلقوه من معاملة حسنة من طرف مقاتلي المقاومة .

على الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل أن يفهما أن حبل الكذب قصير ، وأن المتستر بالأيام عريان ، وأن مناوراتهما الإعلامية لن تحقق لهما نصرا عسكرية على المقاومة ، وهما من هزمتا شر هزيمة بإفتقادهما للمصداقية ومنعهما لبعض وسائل الإعلام الموثوقة من تغطية الأحداث ونقل الحقائق لجمهور عريض من المتلقين أصبح يميز بين الغث والسمين في مجال الأخبار .

لقد سمعنا حديثا عن مساع أمريكية لوقف الحرب بين حزب الله وإسرائيل لمدة ثلاثة أسابيع، وإذا صدق هذا الأمر ، فلا شك أن إسرائيل وقعت في فخ غير محسوب العواقب وتعرضت لضربة قوية لم تكن لتتوقعها على الجبهة اللبنانية ، خصوصا بعد أن أبان حزب الله عن أسلحة جديدة وصلت إلى عمق تل أبيب ودمرت العديد من الأهداف العسكرية الإسرائيلية المهمة ، هذا فضلا عن توجيه المقاومة العراقية واليمنية لصواريخ ومسيرات الى داخل إسرائيل ما شكل وحدة الساحات التي عجز نتنياهو بتهوره الأعمى عن تفكيكها في آخر المطاف ، ما جعله يستشعر الخطر ويخر ساجدا للأمر الواقع الذي لم يعد في صالحه .

بقلم : محمد حسنة الطالب