يسقط عالم الذل والخيبة والمهانة

كشفت محنة غزة عن معادن الشعوب، ووضعت العالم "الحر" في احراج غير مسبوق .
فقد تصدرت إسبانيا، وأمريكا اللاتينية، وجنوب أفريقيا، دولًا وشعوبًا، المشهد الإنساني العالمي، في مواجهة الهمجية الصهيونية.
إسبانيا تكافح بلا هوادة ضد العدوان، شعبًا وحكومة وبرلمانًا، وتتصدر العالم في مواقفها الرافضة لحرب الإبادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني وتسعى بكل جهود لكسر الخصار ضد غزة .
إنها مع تلك الدول تذكر العالم بالقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني ونبّهت أوروبا إلى المبادئ التي تخلّت عنها، من الدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته وحقه في الحياة ، إلى ضرورة الوقوف في وجه الإبادة الجماعية التي تُرتكب يوميًا بحق شعب أعزل على أرضه.
وفي موقف مشرّف، طالب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو شعوب العالم وحكوماته بالوقوف إلى جانب فلسطين، داعيًا إلى إنهاء الاحتلال وتحرير الأرض.
إنه نهر من الدماء، وحصارٌ للموت، واستعمالٌ للأسلحة المحرّمة دوليًا.
إنها حملة قتل ممنهجة تُستخدم فيها كل أنواع الجرائم والمحظورات، في حين يقف نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، متحديًا الأمم المتحدة وكل مؤسسات “النظام الدولي”.ليلقي خطابا في الأمم المتحدة ماذا سيقول مجرم يسفك الدماء على مجرى الثانية .
في المقابل، يهاجم اترامب بصفاقة وسوء أخلاق كل دولة تُبدي تضامنًا مع فلسطين في مسيرة الهدم والإبادة أو تذكّر بالقانون الدولي الإنساني، في تناقض صارخ مع القيم التي تزعم دولته الدفاع عنها وقوضت أنظمة كبيرة في العالم وهدمت دول بكاملها لأجل تلك "القيم " حقوق الإنسان والديمقراطية .
أما الموقف العربي والإسلامي، فمؤسف ومخجل.
يقف في مؤخرة الصفوف، غائبًا عن المواقف الأخوية التي يملها الدم الواحد والتي يقتضيها الدين ، غائبًا عن التضامن، حاضرًا فقط في الصمت والعجز والتراجع… وكأنهم يتصدرون العالم في الجبن! فمتى كانت أمتنا جبانة لهذا الحد .حتى أن الدعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية للعرب والمسلمين تأتي من الرئيس الفرنسي ماكرون.
عاشت إسبانيا، مملكةً وحكومةً وشعبًا.
عاش أحرار العالم في أمريكا الجنوبية وأفريقيا.عاشت اليمن الشقيقة والمضحية والمدافعة عن العزة والكرامة والتي تقف مع الشعب الفلسطيني في محنته عسكريا واستراتيجيا تغلق الممرات وتقصف بالصواريخ والمسيرات رغم ضعف امكانياتها المادية لكن مع عزة نفس وشرف .
عاشت إيران في دعمها الثابت لفلسطين.
ويسقط الصمت العربي، وتسقط الأنظمة الإسلامية التي خذلت فلسطين، وارتضت الذل بدل الكرامة يسقط التسلح العربي والجيوش الجرارة التي لا يمكنها الرد عن دولها ومع ذلك لايتوقف الاتفاق عليها .
يسقط عالم الذل والخيبة والمهانة .
من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار