لمن يسأل عن السلبية؟

أصدرت النيابة العامة بيانا أكدت فيه أنها ستعمل على استغلال مضمون تقرير محكمة الحسابات لبدء المتابعات القضائية ضد كل من تسند إليه أفعال تشكل اختلاسا أو تبديدا للمال العام.
كان الجميع ينادي بهذا المطلب، ولكن المشكلة أن بعض الذين كانوا يطلبون بهذا المطلب انشغلوا بشكل كامل بخطأ مطبعي جاء في بداية البيان، حيث أبدلت كلمة "الجهود" ب "الجهور"، ولم يرحبوا بهذا البيان المهم بسبب ذلك الخطأ.
لستُ من الذين يشجعون الأخطاء، ويتأكد الأمر عندما يكون الخطأ في اللغة العربية، ومن طرف هيئة قضائية، ولذا فنقد هذا الخطأ وجيه، والمطالبة بتجنب مثل هذه الأخطاء مستقبلا واردة، ولكن ذلك يجب أن لا يجعلنا نتجاهل بشكل كامل ما تضمنه هذا البيان من أمور مهمة، تتعلق بالمتابعة القضائية لمن يستحق تلك المتابعة.
نفس الشيء يمكن أن نقوله عن تقرير محكمة الحسابات، فكون التقرير كان لسنتين، وشمل قطاعات محدودة، فتلك أمور تستحق أن تنتقد، والمطالبة بإصداره بشكل منتظم كل سنة، هي مطالبة مشروعة ووجيهة، ولكن تلك المطالبة يجب أن لا تغطي على أهمية التقرير ، ويكفي لمعرفة أهميته أنه ترتبت عليه أكبر عملية إنهاء مهام في مجلس وزراء واحد.
أعرف أشخاصا انتقدوا التقرير بشدة، ولأكثر مرة، ولم يتحدثوا عن نقطة واحدة إيجابية فيه، وانتقدوا كذلك بيان النيابة بشدة لأنه أيدل دالا براء، دون أن يشيدوا بمحتوى البيان ولو بشطر كلمة.
تصرف هؤلاء هو أبلغ تفسير للسلبية...
من صفحة محمد الأمين الفاضل