بأي حال عدتي يا فرنسا؟
أهل السياسة والدراية الخفية و الظاهرة، في الميدان في بعض الأحيان يتعجبون من السلاسة و الكياسة و الملاسة التي منحها الخالق لصنف من عباده (السردية) بالمهارة و الفن بعمل يتنافى حتى مع تعاليمه و هذا سره. فإن تهنئة الرئيس الفرنسي، للرئيس و الشعب الجزائري و هو مشكور على ذلك بمناسبة أول نوفمبر 1954 ليلة إنطلاق أول رصاصة من أجل نيل الإستقلال، في وقت شائك في العلاقات بين البلدين يطرح سؤال في كنف القضية و ما ترتبت عليها من تحرشات و تهديدات.
– هل هي تهنة التقرب و إعادة الحوار من أجل العلاقات و بالأمس فقط البرمان الفرسي يلغي إتفاقية 1968 ؟
– أو إعادة جس النبض و المحاولة بعد اليأس ؟
– أم هل اختلط الحابل بالنابل في بلد الحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان ؟
– أو جاء القدر المقدور و الوقت المعلوم بأن ينكشف المحجوب و يظهر الذي كان مسطر و مكتوب ؟
– أو ضاع من السمراء الرابح و المربوح و ما يسرح في ربوعها لا الرعي و لا رعاية ؟
– أم هو طلب غفران تحت الستار و سكوت على ما سار من مؤمن مسلم ستار ؟
هو بالتأكيد ما يردده الشعب الجزائري يوميا في نشيده الوطني
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كــما يطوى الكـــتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الـحــساب فاستعدي وخذي منــا الجواب
إن في ثــورتنا فصل الـخطاب وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر
إن الحكمة وحب الوطن و كيفية المعاملة من هذا المؤمن (الرئيس الجزائري) جعلت زلزالا لا ينتهي إلا بالنصر و إنصاف الآخر بعد إستقلال 1962 – اللهم زد هذا المؤمن حكمة على حكمة و ارزقه البطانة الصالحة.
إن الطريقة الغربية في تسيير العالم حاليا بكيفية و نمط السرد الصهيوني المموهة لم تعد لها فعالية بعد السبعة أكتوبر 2023 . ﴿وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فالحكمة في السياسة، ليست ضعفاً ولا تنازلاً، بل هي فنّ ضبط التوازن، بين المبادئ والمصالح و السياسة المبنية على الظلم و البهتان و التضليل و لن يعمر عهدها طويلا و ينكشف أمرها عاجلا أم آجلا.
قرار المسعود




