الجمعة
2025/11/28
آخر تحديث
الخميس 27 نوفمبر 2025

رئيس معهد مدد رأس يكتب: كسر الحلقة المفرغة والالتحاق بدائرة الحقيقة

منذ 6 ساعة
رئيس معهد مدد رأس يكتب: كسر الحلقة المفرغة والالتحاق (…)
طباعة

نداء بعد تأمل

غزت عقلي طوال الليلة أسئلة - قبل يوم واحد من احتفالنا المستحق بعيد استقلالنا ، ذكرى مناسبة انتزعت من طرف شعب أبى الانكسار .

انها أسئلة حادة عن حقائق لا ترحم . وقد ذكّرتني :
. بأن الوطن يدافع عنه ، و
. لا يساوم عليه ، و
. أنه أمام من يزورون الحقائق ويشوّهون التاريخ . باختصار ... يسعون الى تمزيق وحدتنا يبقي واجبنا واضح : أن نسرد - بكل صراحة - الوقائع ؛ وأن نثبت العدالة ؛ وألا نتسامح مع كل من سولته نفسه ان يصادر روح استقلالنا ! .


لنتذكر . في عام 1989 ، لصالح من ارتكبت جريمة اراقة دماء مسلمين سنغاليين وموريتانيين - في شهر رمضان المبارك ، متحدّيا بذلك شرائع الإسلام وقيمه وأخلاقه ! - .

لماذا لا نملك شجاعة البحث والتنقيب ، لاكتشاف اليد الخفية التي كانت تعمل في الظل ؟ . تلك اليد الملطخة التي أدارت عملية تلاعب باردة مخططة سلفا . وكانت نقطة الانطلاق لاستراتيجية عدوّة ، مدمّرة ، ومفكِّكة . وقد جُنِّد لها أعداء إفريقيا ، وأعداء الإسلام ، وأعداء الوجود الإسلامي في إفريقيا ، وأعداءُ السنغال وموريتانيا -البلدان الرائدان ، الحارسان للإسلام وللأخوّة الروحية في غرب إفريقيا- .

تتقزز نفسنا عندما نستنتج أن الغرض من كل ذلك هذا هو : تمزيق أخوّة تاريخية ، وكسر صداقة شعبين توأمين ، والإضرار بما هو عندهما أقدس وأعمق اشتراكا ، وأكثر تأسيسا .

مهلا ، وفيما بعد -في إينال أو غيرها- لمن كان يخدم ذلك الجرم الذي أراق دماء مسلمين من الفلان والعرب ... في ذروة شهر استقلالنا ! ؛ متحديا قوانين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وقيمها وشرفها ؟ .

لماذا نرفض أن نبحث عن تلك اليد الخفية ، وذلك التلاعب المدبَّر الذي شكّل الذروة المتفجرة لاستراتيجية عدوّة ، خبيثة ، مدمّرة ومفكِّكة ؟ .

انها استراتيجية جُنّد لها أعداء الاستقرار والوحدة في موريتانيا ؛ وخصوم شرسون لمكوّناتها الرائدة ، الحافظة للإسلام في غرب إفريقيا . وكل ذلك بغرض تفتيت أخوّة عريقة ، وكسر وحدة وطن ، والاعتداء -الاخطر- على ما لدى هذه المكوّنات من أقدس ما تملك :
حبّ الوطن ، وروح استقلاله ، الحيّة .

أيها الإخوة والأخوات ،
أعزّائي أبناء الوطن ،

لقد آن الأوان لنواجه الحقيقة :
فلنتحصن ضد
الانجرار وراء التلاعب الذي عانينا منه على مدى عقود ، ونرفض التمسّك بحداد تغذّيه أياد انتهازية لا دين لها ، اي الركود في دائرة مفرغة ، تُستغل فيها مشاعرنا لخدمة أعداء تاريخيين :
فكل ضغينة غير مدروسة ، وكل غضب غير مُمَحَّص ، وكل حقد يتغذى بالهوى و و و ... هو قيدٌ نضعه في أعناقنا ، بأيدينا ! .

لعلمكم ، أن التفريط في ما هو جوهري - وطنكم ، تاريخكم ، ومستقبلكم المشترك- من أجل تلبية حسابات الآخرين ، ليس عدلا ، بل خيانة لأنفسكم ولأبنائكم

إن القوة الحقيقية لا تكمن في الانقياد للكراهية أو الخوف ، بل في التحرر من التلاعب ، وحماية ما يجمعنا ، وإعادة بناء ما انكسر ، بعقلٍ واعٍ وشجاعة وكرامة .

محمد ولد محمد الحسن
الرئيس المؤسس
لمعهد مددراس 2Ires
في27 نوفمبر 2025