الجمعة
2025/12/19
آخر تحديث
الجمعة 19 دجمبر 2025

تعزية: محمد سيسي صرح من صروح فخرنا الوطني لن يفارقنا أبدا

منذ 8 ساعة
تعزية: محمد سيسي صرح من صروح فخرنا الوطني لن يفارقنا أبدا
طباعة

إنا لله وإنا إليه راجعون

لقد غاب عن أبصارنا صرح من صروح تاريخ بلادنا، لكنه لن يتلاشى أبدا.
سيظل حيا في القلوب، وفي العقول، وفي ذاكرة الآلاف ممن نقل إليهم المعرفة وقدم لهم القدوة.

لقد عرف هذا الرجل كيف يكون بيظانيا نبيلا، وزنجيا موريتانيا أصيلا: في جسده، وفي روحه، وفي بيته، وفي نمط عيشه وعلاقاته.
لن يستطيع رجل على هذه الأرض أن يضاهي محمد سيسي في موريتانيته.

لقد مارس أجمل المهن وأكثرها نفعا: التعليم، فعلم الأجيال الأولى من الموريتانيين بتفان وكفاءة، قبل أن يختاره الرئيس المختار ولد داداه للعمل في الإدارة العليا، حيث كان نموذجا في النزاهة، والاستقامة، والسمو الأخلاقي.

لكن الرجل لم يكن يعرف سوى العطاء.
العطاء، ثم العطاء، ثم العطاء دون كلل.
وهكذا اتجه نحو المدارس التي تستحق هذا الاسم عن جدارة: مدارس شمس، وليست أي شمس، بل شمس الأخلاق والدين والقيم.
الرجل الذي يمثل فخر موريتانيا، يمثل أيضا فخر تجكجة ومدرستها الأولى، المدرسة رقم 1.

تلك الابتسامة التي كانت تسبق دائما مداخلاته وتختتمها ببهجة لا تضاهى، كانت شاهدا على طيبة وكرم يعجز الوصف عنهما.

ذكرني مؤخرا بأثاث فاخر كنت قد أهديته لمدرسته وكنت شخصيا قد نسيته. أجبته بأنني نسيته؛ فكان بتذكيري بذلك هو من يهديني أغلى ثروة لدي.

رجل لم تتأثر وطنيته بالمحن، ولا بمرور الزمن، ولا بتقدم العمر.
لقد عاش محمد سيسي، وشاخ، لكن روحه ووعيه الوطني ظلا شابين، قويين، بلا تجاعيد، ولا غبار.
ظلا مضيئين، كمدارسه مدارس "شمس الدين"، مدارس شمس الإسلام.

وخلافا للكثيرين، كان فاعلا وحاضرا على شبكات التواصل الاجتماعي منذ بداية المأمورية. وكم كنت فخورا ومتشرفا بدعمه العفوي، والواعي، والمستمر.

في حياته، لم أكن لأجرؤ أبدا على نقل ما كان يردده ويعلنه لكل من يلتقي بهم، بما في ذلك عبر مجموعات الواتساب.
واليوم، إكراما لذكراه، لا أشعر بأي حرج في استعادة كلامه، دون أن أدعي لنفسي شيئا.
إلى عائلته في موريتانيا،
إلى عائلته في تجكجة،
إلى الأسرة الوطنيين النزهاء الكبيرة،
إلى أسرة سيسي الموقرة،
إلى أسرة حابه العريقة،
إلى المرأة المثالية عيشة سيسي،
تقبلوا تعازي الصادقة
النابعة من قلب مكلوم ومفجوع.

محمد ولد محمد الحسن 17 ديسمبر 2025