حجم المؤامرة أكبر
لا شك أن استهداف شباب الطبقات الهشة وغير المتعلمة، ودفعهم نحو السقوط في مستنقع المخدرات، أمر خطير تقف وراءه دول معادية من خلال شبكات إجرامية منظمة عابرة للحدود.
وأمام هذا الواقع الخطير، لا بدّ للدولة أن تتحرك بجدية وحزم للتصدي لما يشبه حربا ناعمة تستهدف طاقة المجتمع من الداخل، وتسعى إلى تفريغ جيل كامل من وعيه وقدرته على البناء.
إن الحرب الناعمة لا تُخاض بالسلاح التقليدي، بل بأدوات أشد فتكا: المخدّرات، الإعلام الموجَّه، الاقتصاد غير المشروع، وتفكيك منظومات القيم من خلال ادفير الشريعة، بما يحول فئات من الشباب من طاقة اجتماعية منتجة إلى مجموعات منفلتة تمارس العنف وتحمل السلاح، وقد تُستغل لاحقًا كوقود لصراعات داخلية تهدّد السلم الأهلي.
وقد بدأت تتجلى آثار هذا الاستهداف في انتشار مظاهر العنف والحرابة والسرقة والاغتصاب، داخل بعض الأحياء والمناطق ، حيث يحمل بعض الشباب السلاح الأبيض -حتى الآن- علنا بحثا عا المال، ويكون الدافع في كثير من الأحيان هو تأمين ثمن الجرعة، فالمدمن، حين يشتدّ عليه الطلب، يصبح مستعدا لارتكاب أي فعل من أجل الحصول على مخدّره.
إن مواجهة هذا الخطر لا تقتصر على المقاربة الأمنية وحدها، رغم أهميتها، بل تفرض في الوقت ذاته مقاربة إنسانية وتنموية شاملة.
يتعيّن على السلطات أن تضرب بيد من حديد الشبكات الإجرامية، وتجعل الإعدام عقوبة للمروجين المحاربين الساعين في الأرض فسادا، و أن تستثمر في بناء مستشفيات متخصّصة لعلاج الإدمان، وإنشاء مراكز لإعادة التأهيل، تعمل على إنقاذ المدمنين ودمجهم من جديد في المجتمع، بما يحفظ كرامتهم ويعيد توجيههم نحو مسارات الحياة الطبيعية.
فحماية الشباب ليست خيارًا، بل هي حماية للحمة المجتمع وكيان الدولة ومستقبلها.
كامل التنبيه
من صفحة سيد محمد المعروف بـ(X-Y)




