الأحد
2024/05/19
آخر تحديث
الأحد 19 مايو 2024

إقصاء ولد عبد العزيز لأهل الشرق الموريتاني

21 مايو 2019 الساعة 00 و35 دقيقة
إقصاء ولد عبد العزيز لأهل الشرق الموريتاني
طباعة

لاحظ بعض المهتمين بالشأن السياسي المحلي إقصاء وتهميشا صارخا يقوم به رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز اتجاه "أهل الشرق" منذ توليه مقاليد السلطة.
فقد ظل منصب الوزير الأول خاصا بهذه الجهة، منذ عهد ولد الطايع، وظل الأمر كذلك حتى جاء ولد عبد العزيز، الذي أصر على تهميشهم من المناصب السامية، وحصرهم في زاوية ضيقة.
ورأى بعض المراقبين أن مظاهر إقصاء ولد عبد العزيز لأهل الشرق كثيرة وتتجلى في القرارات السياسة والتنموية وأبرز ذلك أن جل المشاريع التي وعد ولد عبد العزيز بتنفيذها في الحوض الشرقي لم تر النور وبعضها لم يتم تنفيذه على الوجه المتوقع.
ـ
مشروع اظهر الذي أريد له أن يزود المنطقة بالماء الشرب وقد انطلقت الأشغال بهذه النقطة في آخر شهر نوفمبر 2014 بعد وصول الدفعة الأولى من الأنابيب في الاتجاهين الشرقي والغربي.
وقال وزير المياه والصرف الصحي إن المرحلة الأولى من مشروع اظهر بجزأيها الشمالي والجنوب ستمكن من وجود مورد مائي دائم لتغطية احتياجات مدن النعمه و تبدغه وامرج وعدل بكرو وبنكو من الماء في أفق 2030
ـ مصنع الألبان
يوم 14 أغسطس 2013 وضع الحجر الأساس للمشروع مصنع الألبان من طرف رئيس الجمهورية، فأكدت قصاصة لوكالة الأنباء الموريتانية ـ الرسمية ـ أن "المشروع يمول على نفقة الدولة الموريتانية بالتعاون مع أحد المصارف الهندية، على ثلاث مراحل تبدأ بالتصميم والدراسات لمدة أربعة أشهر ومرحلة أشغال وتركيب المصنع أربعة عشر شهرا ومرحلة التشغيل التجريبي ثلاثة أشهر".

أوضحت الوكالة الرسمية للأنباء أن كلفته تبلغ أكثر من 17 مليون دولار أمريكي ويضم وحدة مركزية لمعالجة الألبان بالنعمة وثلاثة مراكز لتجميعها في الشامية وبانغو ووركن، وذكرت الوكالة أرقام التمويل من 15 مليون إلى 17 مليون دولار، كما أن فترة الانجاز من تاريخ وضع حجر الأساس إلى تسليم المصنع يجب أن تنتهي في شهر أبريل من عام 2015.

و في مطلع العام الجاري عاد الحديث عن مصنع الألبان في النعمة، حين تحدث عنه الوزير الأول يحي ولد حدمين في عرضه لبرنامج الحكومة أمام البرلمان.

ولد حدمين لم يدخل في تفاصيل الآجال أو التكاليف، غير أنه تحدث عن توقيع اتفاقية إنشاء مصنع آخر للألبان بمدينة بوكي، وإنشاء ثلاثة مسالخ جهوية بمدن روصو وألاك وكيفه، و34 حظيرة تطعيمية في الولايات الزراعية الرعوية.

وقد زاد الطين لاإقصاء أطر الحوض الشرقي من الطاقم المركزي لحملة ولد الغزواني، وسط امتعاض عدد من رموز المنطقة من القرار غير المسبب لحد الآن، حيث أوضحت مذكرات العمل التي وقعها مرشح الرئاسيات المقبلة، وزير الدفاع وقائد أركان الجيوش السابق محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، مساء الأحد 19 مايو 2019 تعيين ست شخصيات من أبرز أطر ولاية اترارزة ضمن طاقم حملة المرشح، ومن بين الذين تم تعيينهم في حملة المرشح وزير في الحكومة الحالية، وبعض الأطر الداعمين للنظام الحالي، كما أن من بينهم معارضين لنظام ولد عبد العزيز المنتهية مأموريته.
وتداول السكان أسماء الطاقم بقدر كبير من الامتعاض ، بفعل إقصاء ولاية بحجم الحوض الشرقي من التشكيلة، بينما مثلت بعض المقاطعات الأخرى بأكثر من شخص، كما هو حال كيهبدى ومكطع لحجار ولعيون.
كما شهدت الآونة الأخيرة درجة من التهميش وصفت على عدة أوساط اجتماعية بأنها شبه ممنهجة.
وقد لاحظ بعض المتابعين أن الشرق الموريتاني الذي يعتبر الخزان الانتخابي الأكبر خلال العشرية المنصرمة صاحب أكبر خسارة في نظام عزيز بعد ما سحبت منه وظيفة الوزير الأول فهو بذلك لا يملك نصيب بحجم أصواته وتضحياته لصالح هذا النظام حسب بعض أطر أنفسهم ، حيث ما يزال الشرق الموريتاني -رغم مرور اثنين وخمسين عاما على استقلال غائبا عن المشهد السياسي الوطني، حيث ظلت نخبة أهل الشرق مفعول بها لا فاعلة وتابعة لا متبوعة حسب الأطر في الولاية وفي نفس الوقت تساس موريتانيا بهذه النخبة ولا تعصي للسائس أمرا، حيث اتخذها حكام البلد- على مر تاريخه- عصى يهشون بها على الجهة بأكملها دون أن يطمح أبناء الشرق للريادة السياسية، وكأن تلك المكانة صممت بمقياس جهات موريتانيا الأخرى ،لتظل التبعية والتقاط الفتاة بحوزة الجهة المذكورة وعهدة نخبتها وديدن ساستها.

وتساءل بعض المهتمين بالشأن الوطني في ذات السياق:
ماهو الوجه الذي يزور به عزيز ولاية الحوض الشرقي بعدما سلب منهم الوزارة الأولى وأقصاهم من طاقم الحملة تماما وانتهت مأموريته دون أن يحقق لهم تعهداته حتى مصنع اللبن الذي زاره 5مرات ظل مجرد مشروع.أعتقد أن عزيز لم يعد لديه ما يقدم للحوض الشرقي حتى عندما استهزأ بهم أثناء دعايته لحملة التعديلات الدستورية "بأنه يضمن لهم نمو البقر الأحمر عندما يصوتوا على الدستور" وكانت السنة سنةجفاف ماحق وكان موقف عزيز حينها متهاون وغير وطني ،وأعتقد أن أهل الحوض الشرقي لم يعودوا مستعدين لسماع التسويف والوعود المخلوفة من رئيس لم يبقى له سوى شهرين في السلطة .