الأحد
2025/09/14
آخر تحديث
الأحد 14 سبتمبر 2025

مهرجان لعيون.. أي مستقبل نصنع؟؟

منذ 2 ساعة
مهرجان لعيون.. أي مستقبل نصنع؟؟
طباعة

لخصت النسخة الرابعة من مهرجان لعيون ملامح تحوّل اجتماعي عميق تقوده الأجيال الشابة. غير أن هذا التحول يبدو بلا بوصلة واضحة، فالشباب الذي يُفترض أن يحمل مشعل المستقبل يفتقد إلى التأطير، فيما تقف الأجيال الأكبر على الهامش كضيوف على مشهد ثقافي جديد يتشكل خارج المدرسة والمجتمع وخارج قيمنا المؤسسة بل برفضنا .

المهرجان عكس تنوعًا ومحاولة جادة للتمسك بخيط من الثقافة الوطنية، لكنه في الوقت نفسه كشف عن قوة تيار جارِف من التأثيرات القادمة من الخارج، حيث تتراجع قيم الانضباط والتماسك لصالح أنماط سطحية وسريعة الانتشار، تغذيها وسائل التواصل الاجتماعي وصناع محتوى يفتقرون في الغالب إلى المرجعيات الثقافية والتربوية.

مبادرة الحكومة لدعم أربعين مهرجانًا تطرح تساؤلات: هل الهدف هو تنشيط السياحة، أم محاولة متأخرة لصون ما تبقى من الثقافة المحلية؟ فالمخزون الوطني يواجه خطر النفاد أمام طوفان ثقافي وافد، فيما تغيب رؤية واضحة لصياغة مشروع مجتمعي جامع سواء في التربية أو في الفضاءات الأخرى .

اليوم، لم يعد السؤال عن جدوى المهرجانات وحدها، بل عن قدرة الدولة والنخب والمربين على إدراك طبيعة التحول الجاري، وإيجاد معادلة تحمي قيم المجتمع وتؤطر طاقات الشباب في الاتجاه الصحيح ، قبل أن نفقد زمام المبادرة لصالح ثقافة عابرة لا تنتج سوى التفاهة.
إننا نفقد المقود .

من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار