أكتب إليكم بهذا الأمر لعرفاني بحرصكم على كل ما يخدم بلدكم ومواطنيكم..
فخامة الرئيس
أكتب إليكم بهذا الأمر لعرفاني بحرصكم على كل ما يخدم بلدكم ومواطنيكم..
هناك انحدار حاد ومتواصل بلغ حد "اتونطير" الشديد لممتلكات الكثير من مواطنيكم من سكان مقاطعات ما وراء مدريد العقارية، وهو انحدار يزداد تفاقما يوما بعد يوم في أحيائها المختلفة: عرفات، الرياض، توجنين، دار النعيم، الترحيل..إلخ) إلى درجة أن المنزل الذي لا يمكن أن يبنى إلا بـ15 مليون وأكثر بات الآن معروضا ب6 ملايين أو7 وربما ب5 ملايين وأقل، والقطع الأرضية فيها لم تعد تزيد فيها في الحالات العادية على مليونين أو ثلاثة.
ويقابل هذا التدهور الذي من شأنه أن يزيد من أعباء الفقر لدى الفقراء في هذه المقاطعات ارتفاع مذهل وصاروخي لأسعار القطع الأرضية في مقاطعات الشمال: لكصر، تيارت، عين الطلح، تفرغ زينه..إلخ (من 10 إلى 50 مليون وأكثر للقطعة الأرضية الواحدة، وفي أصغرها وأبعدها لا بد من 5 إلى 6 أو 7 ملايين لاقتنائها دون البناء، وهذا مبلغ مرهق لكثر من الفقراء الذين لو أتيح لهم أن يبقوا في منازلهم الأولى لفعلوا).
ويبدو لي أن السبب الرئيسي في ذلك هو حاجة الأسر إلى الاقتراب أكثر من المرافق الحيوية التي أصبحت في أقصى الشمال خاصة الجامعة ومستشفى القلب والمطار الجديد، وهم يحتاجون فخامة الرئيس إلى تفكير جدي في حل لهذه المعضلة للحيلولة دون مواصلة خسارة سكان هذه المقاطعات لقيمة ثرواتهم العقارية، وهجرتهم الجماعية باتجاه الشمال والتكلفة المالية الباهظة التي يكبدون جراء ذلك، وكذلك دون فقدان التوازن بين جهات انواكشوط ومقاطعاته، وهو توازن لفقدانه عواقب اقتصادية واجتماعية وأمنية، وأعتقد فخامة الرئيس أن الحل يكمن في أحد جوانبه في بناء جامعة بصورة استعجالية في المطار القديم، فلو أقيمت هناك جامعة فإنها ستكون في موقع وسط لهؤلاء جميعا: سكان دار النعيم، وسكان توجنين، وما وراءها إلى تنويش، وسكان الترحيل، والرياض، وعرفات، الذين يمثلون مجتمعين أغلبية سكان العاصمة..
لقد شاهدت أسرا كثيرة تبيع منازلها بأتفه الأسعار كي تقترب من خطوط التوصيل إلى الجامعة صيانة لبناتها، وتوفيرا للوقت الذي يمضينه كي يصلن إليها أو يعدن منها، وأرجو أن تكون هذه الجامعة من أولوياتكم في برنامجكم للمأمورية القادمة التي نأمل في أن تترشحوا لها، إن لم يكن من الممكن إقامتها قبل ذلك، علما بأن الحاجة كانت ماسة أصلا لجامعة جديدة في انواكشوط وجامعات في الداخل، لأن القدرة الاستيعابية للجامعة الحالية لا تتجاوز 20% من الناجحين في الباكلوريا،
ودمتم فخامة الرئيس..
من صفحة الحسين بن محنض