الخميس
2024/05/16
آخر تحديث
الخميس 16 مايو 2024

على شعوب العالم أن لا تنتظر قرارا الأنظمة

22 أكتوبر 2023 الساعة 16 و10 دقيقة
على شعوب العالم أن لا تنتظر قرارا الأنظمة
طباعة

مؤتمر السلام في القاهرة في أحضان قصف الصهاينة الوحشي للمدنيين الفلسطينين .
على هامش حرب الإبادة، يجتمع العرب وغيرهم في مصر، ولا يوجد قرار تاريخي واحد ، لايوجد قرار لبداية كبيرة ، لا يوجد قرار في وضع إعادة التأسيس لخريطة الذل والمهانة التي تفرضها آمريكا من خلال الصهاينة .نحن أمام وعد بلفور دموي جديد بتدمير فلسطين وقتل مليونين من شعبها وضم أرضها وإعادة صياغة حدود ونظام المنطقة .لقد حركت الولايات المتحدة قواتها من أجل تخويف الجميع، وأعطت لإسرائيل القنابل الفتاكة والخريطة الجديدة لفلسطين، ومن ثم للمنطقة .
تتضمن الخريطة الجديدة موت تركيا ومصر وإيران والسعودية: الموت الذي يعني البقاء خارج القوة والتأثير والسيادة على القرار والأرض والموارد وعلى أحلام وطموحات الشعب والأمة ودور الريادة وشرعية القيادة .

 أردوغان الذي يحلم بإعادة حكم العثمانيين وتزعم العالم الاسلامي والعربي هاهو يذبل ويضمحل خشية أن يفقد خطوط التوافق مع الغرب لأن المسألة جوهرية واستراتيجية بالنسبة لهم .
 عبد الفتاح السيسي مثقل بالديون ويسعى لتوفير العيش ل 140 مليون مصري، لا يستطيع المجازفة ويريد أن يحقق الهدفين : أقل ما يمكن تحقيقه بالنسبة للإخوة الفلسطينين في هذه المحنة العصيبة والتي تجلب العار للإخوة، وفي نفس الوقت الحصول على تنازلات أفضل من الغرب .
 إيران تحلم بأن تكون قوة أساسية في المنطقة، تفاوض لأجل ذلك وتتخلى في أحلك الأوقات عن دعم حماس لأنها ترى أن الوقت ليس للمزاح ولا المناورة بالنسبة للولايات المتحدة . .
 السعودية التي تريد كسر قيود سيطرة الغرب عليها وعلى مواردها وأن تمتلك القرار وأن تنهض باقتصادها وشعبها وتبني قوتها وتثمن مواردها وتجعلها في مصلحة دولتها وشعبها وفي مصلحة القوة لحماية المقدسات التي تتطلب قوة ذاتية كامنة للدولة السعودية نفسها، لن تتمكن من أخذ القرار الفردي بالدخول في مواجهة إسرائيل رغم ما تقوم به من فظائع تتجاوز الحدود في حق الإخوة في الملة والدم .
كل الأنظمة مثقلة بمعادلاتها الخاصة التي تمنعها من إعلان المواجهة أو اتخاذ قرار عسكري بدعم غزة كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية لجانب القتلة الصهاينة علنا وبقوة وعلى جميع الأصعدة.
وكل دولة تخشى أن تذهب وحدها وتدفع الثمن فيما بعد، ولا توجد آلية لعمل موحد بسبب التشتت والتشرذم . وهكذا نحن في دول غير سيادية بسبب الحسابات الخاصة، لا حسابات الأمة ولا القضية ،ومع ذلك يبقى الباب مفتوحا أمام قرارات تاريخية يمكن اتخذها جماعيا من طرف العرب أو المسلمين أو العرب والمسلمين أو أحرار العالم لتوبيخ الولايات المتحدة الأمريكية والاحتجاج على سيطرتها للعالم مع الظلم الواضح والغطرسة والنهب، ومن أجل إعادة صياغة نظام دولي عادل أو يحترم جزءا من مبادئه ويكيل على الأقل "بمكيال ونصف" لا بمكيالين .
إن القرار العربي والإسلامي والتحرري الأول الرائع والتاريخي هو الخروج جماعيا من منظمة الأمم المتحدة التي تغطي على الدماء وتأخذ قرارات بتفكيك الدول، فقد تم حل عصبة الأمم عندما تأخرت عن نمط الاعلانات الدولية حينها وعن مستوى الطموح للدول القوية .إن الأمم المتحدة لم تعد قادرة على تسيير النظام العالمي الجديد بمقتضيات الطموح والوعي والحقوق .
القرار التاريخي العربي الأول هو فتح الحدود للمتطوعين العرب والمسلمين لخوض معركة الدين و العزة إلى جانب الفلسطينيين .
القرار التاريخي التحرري والإسلامي والعربي هو الخروج من جميع المنظمات والمعاهدات والنظام الاقتصادي والتجاري العالمي الذي تنظم به الولايات المتحدة والغرب سيطرتهم على العالم بما في ذلك الأوبيك واسويفت ،والدولار ومنظمة التجارة وغيرها .
الولايات المتحدة دولة استفزازية ونظام إرهابي دولي، بواسطة إرهاب الدولة يضع القوانين ولا يعمل بها ويفرض الناس على العمل بها ويحدد الخير والشر وفق مصلحته الحالية واستراتيجية القائمة على التفوق .
الأمم المتحدة بالنسبة للعرب والمسلمين هي غطاء لتشريع تفكيك دولهم وتدمير شعبهم وتقطيع أوصالهم وتهجيرهم وتشريدهم كما فعلت في العراق والسودان وليبيا واليمن وسوريا وغيرها. لقد تم تدمير جميع دول خط الرفض التي كانت تخلق ديناميكية إيديولوجية وسياسية وحربية ضد إسرائيل، وتم تحييدها عن المعادلة وتمزيقها، وتم الحفاظ على دول التحالف مع أمريكا. وكان ثمن ذلك هو قتل الفلسطينين دون أن يرف للإخوة جفن وإعادة توسيع نفوذ وخريطة الاحتلال الغاشم .
إن الشعوب الحية تدين هذه الفظائع وتخرج عن طورها في الأمم المتحدة بسبب عذاب الضمير من أعمال الصهاينة الوحشية بينما الإخوة العرب واجمون مطأطئون رؤوسهم كأنهم "خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم، هم العدو ".
لم يعد هناك أي معوّل على الأنظمة الخانعة الخاضعة التي تملك حساباتها الخاصة والعامة التي تمليها وضعيتها الراهنة .فعلى الشعوب العربية والاسلامية وأحرار العالم التي شبت عن الطوق وترفض الهوان والخزي والعار والمذلة أن تخرح للشارع وتطرد سفارات العدو خاصة الدول التي جاهرت بدعم التدمير والتهجير والحرائق ضد الإنسانية وجرائم الحرب. يجب الهجوم على الأنظمة حتى تفتح باب ترحيلهم لكي تجاهد الشعوب وتقاوم الكيان الصهيوني وتمنع مجازره هذه ضد شعب يقع تحت الإحتلال، ويحب أن تهجم عليه القوة العالمية بخيلها ورجلها "أساطيلها وأسلحتها وفنييها وخبرائها .." البشاعات لا يمكن أن يتحملها العقل البشري ولا الضمير الإنساني. إنهم يقتلوننا بإسم الديمقراطية ويحاربوننا بإسم الارهاب، فعملنا الشرعي الذي تشرعه كل الأديان والأعراف والذي هو الدفاع عن النفس وعن الأرض والعِرض ،ورد المعتدي يسمى إرهابا .والتدمير الذي يقوم به المحتل واقتراف كل البشاعات في الدنيا يسمى ردا شرعيا عن النفس التي كان وجودها بالاحتلال وبقاؤها بالاحتلال وكل شبر أو نفس تأخذه في هذه الأرض هو تحت نير الاحتلال.
لا شرعية لإسرائيل في أرض فلسطين. هذه كذبة وفرية يهودية بريطانية لا أساس لها، لكنها أيضا نهاية للدورة التاريخية لقوة اليهود الذين فرض الله عليهم المذلة والتيه في الأرض بسبب كفرهم وظلمهم وفسادهم .
"كتب الله لأغلبن أنا ورسليّ". لن تغلب آمريكا وجنود الأرض جميعا مشيئة الله .لكنهم يؤلموننا بهذا التدمير والوحشي الذي يذهب ضحيته آلاف الابرياء الضعاف الذين ليست لهم علاقة بالحرب ، إنهم يفقدونا كرامتنا ورجولتنا وقيمنا وديننا عندما نقابل هذا بالسكوت .إنه في الحقيقة أمر فظيع وفظيغ وفظيع، حتى تنتهي حدود الفظاعة .

من صفحة الاعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار