الأربعاء
2024/05/8
آخر تحديث
الأربعاء 8 مايو 2024

ملف: ثلاث مشاكل ستطيح بشركة اسنيم

1 يونيو 2019 الساعة 15 و31 دقيقة
ملف: ثلاث مشاكل ستطيح بشركة اسنيم
طباعة

تواجه شركة اسنيم ثلاث مشاكل بنوية :
1 - ضعف المعنويات
2 - تهالك المعدات
3-مشكلة النهب من خارجها .
سبب ضعف المعنويات : لقد كانت اسنيم مؤسسة متقدمة على مؤسسات البلد من حيث البنية والتنظيم باستثناء البنك المركزي ،تغرس الولاء لها في أفرادها، وتمدهم بالمعنويات العالية والتفاني في العمل وتدربهم على احترام النظام والإجراءات وكانت نموذجا للإطار المنضبط المتعلم والكادر البشري المميز ،كما ظلت نموذجا للصرامة والجد وكانت تمد الدولة دائما بالأطر الأكفاء حتى صارت ماركة وطنية وقد حافظت على هذه الميزة التي ورثتها من شركة ميفرما مما ساعدها على تجاوز الكثير من الصعوبات التي دامت خمس عقود لكنها للأسف بدأت تفقد تلك الميزة خلال العشرية الماضية وذلك أن أصبحت تُسيَر من طرف الرئيس مباشرة دون التقييد بمشاكلها ورهاناتها وتطلعاتها بل تأتيها الإوامر كما تأتي لثكنة عسكرية بفعل كذا وترك كذا وهذا لا يعقل بالنسبة لشركة مرتبطة بتصدير مادة أولية أسعارها في اضطراب دائم ومن الأمثلة على ذلك اكتتابات ولد مصبوع صهر الرئيس محمد ولد عبد العزيز خارج كل الشروط والمعايير وترقيته بنفس الطريقة مما جعل اسنيم تفقد أحد فلذات كبدها احتجاجا على ذلك الأجراء غير القانوني وغير الأخلاقي كما تم تعيين مدراء عامين للشركة من أجل تنفيذ الأوامر والطلبات التي تأتيهم وليس بالإلتزام برهانات الشركة والتحديات التي تواجهها ولا يملكون القدرة للدفاع عن مصالحها ولا أولوياتها في مواجهة القرارات التي تملى عليهم وهكذا استقال منها البعض لأسباب أخلاقية ونمى وسط أطرها الإحساس بالتراجع عن تلك القيم وبدأت تختفي فيها الصارمة والشفافية وأخذت عاداتها التسييرية تختفي لتحل محلها عادات أخرى وهكذا تبدلت المعنويات والإحساس بالوثوق من مستقبلهم داخل شركة وبدأ التذبذب يدب إلى مفاصلها وهكذا ولأول مرة يُسمع أن بعض العمال يتعمد تخريب بعض المعدات أو التفريط فيها وقد صارت تراجع المعنويات سمة بارزة داخل عمال اسنيم وسيكون واحد من أكبر مشاكلها .
المشكل الثاني يتعلق بضعف المعدات وتآكلها خاصة بالنسبة للمصانع وماكينات الحفر وغيرها من الأدوات الأساسية التي تكلف ميئات ملايين الدولارات وتتطلب صناعتها أشهر عدة وهذا ما جعل انتاج اسنيم يتراجع وما جعل زيادة سعر الحديد لاتؤثر إيجابا على الشركة بحيث أن تدفع بعض الخيارات المتعلقة بالبطئ في الوفاء بالتعهدات حيث مثلا تتأخر باخرة نقل المعدن عشرة أيام وأسبوعين في كل رحلة لأن اسنيم لم تتمكن من شحنها إما لأن الكمية لم يمكن توفيرها في الوقت المحدد من حيث الكمية أو لأن المعدات تعمل ببطئ أكثر من اللازم وقد تكرر ذلك عدة مرات بحيث يكون التأخير على حساب اسنيم وهذا سيكلفها عند التراكم ثمن التوقف أو التقهقر الذي يتطلب التعافي منه جهودا كبيرة وإرادة غير متوفرة عند هذا النظام .
المشكل الثالث مشكل الفساد .
لقد أصبحت اسنيم تعمل أكثر ما تعمل بصفقات التراضي ولذلك تمنح الصفقات بالمواد والمعدات الحساسة لأشخاص لايمتلكون أي خبرة ولاتجربة بل يعتبرون أنها عطية لهم وينتهزون تلك الفرصة لجني اكبر الأرباح على حساب الشركة وعند ظهور التأثير السلبي للصفقة لا يمكن التراجع عنها وتبقى الشركة تبحث عن حل تلفيقي من داخلها وهذا أدى إلى توقف معدات كبيرة أثناء العمل وأدى إلى خسارة الشركة لأموال طائلة وأدى أن حل الفساد محل حسن التسيير والصرامة الذي تعايش معه العمال داخل الشركة وأصبحت غابة للرئيس ومحيطه ولم تعد شركة وطنية .
وقد ظلت اسنيم هي الشركة الوطنية الوحيدة المتخصّصة في استخراج وتصدير الحديد التي تمّ تأسيسها في خمسينيات القرن العشرين تحت مسمّى "ميفرما"، قبل أن تقوم الحكومة الموريتانية بتأميمها في السبعينيات وتتحول لاسمها الحالي "سنيم".
وتوصف الشركة بأنها عصب الاقتصاد الموريتاني، لقيمة الدور الذي تمثله لحياة سكان التجمعات الحضرية الواقعة في شمال البلاد خاصة ازويرات وانواذيبو منها. وتظهر هذه الأهمية بارزة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. فالشركة توظف ما أكثر من 5000عامل بشكل دائم إلى جانب 2000عامل موسميين .وللشركة حضور اقتصادي واجتماعي قوي في مدن الشمال متمثلا في تأثيرها المباشر وغير المباشر على حياة الناس وظروفهم المعيشية بصفة مباشرة في الولايتين آيرس وداخلة انواذيبو وعلى المدينتين ازويرات وانواذيبو التي تملك فيها أحياء سكنية هامة إضافة إلى تأثيرها على باقي ولايات الشمال وامتدادات ذلك التأثير على الوطن من خلال كتلة العمال .
وقد تأثرت هذه الشركة كغيرها من المؤسسات العمومية في موريتانيا بالسياسة التجارية التي طبعت عشرية "الرئيس المنتهية ولايته" محمد ولد عبد العزيز والتي طبعها النهب والبحث عن المزايا الشخصية التي يوفرها الإقتصاد الوطني والشركات الكبرى العاملة في الخصوص ، حيث شاع في بعض الأوساط الإعلامية مؤخرا حديث عن صفقة جديدة تنوي الشركة من خلالها بيع منجم افديرك لصالح شركة " بس سي أم" الإسترالية .

وفي تفاصيل القضية فقد تم توقيع الاتفاقية مع شركة، "بي سي أم" الأسترالية، لمدة عشرين سنة وستوفر سنويا 50مليون دولار للشركة، مع صيانة السكة الحديدية وميناء المعدن بانواذيبو، وتوفير وظائف تشغيل، دون الضرائب المترتبة للدولة الموريتانية وتعويض 7 دولارات للطن الواحد للشركة كلما تجاوزت أسعار الحديد،100"دولار،
خبراء الاقتصاد وصفو الاتفاقية بأنها منجز لصالح الشركة المتعثرة وفرصة لمواجهة الأوضاع الصعبة التي تمر بها
ونشرت وكالة الأخبار وثيقة حصلت عليها من مصادرها الخاصة، تتضمن أسماء وفد شركة BCM International Group التي تنازلت لها الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" عن منجم افديرك، وكذا برنامج زيارة الوفد لمناطق المناجم شمال البلاد.
وتكشف الوثيقة الرسمية أن الوفد يضم:
 بيفن جون جونس.
 محيي الدين
 حيلاهي محمد
وذكرت مصادر إعلامية أخرى أن وفداً من شركة (BCM) الاسترالية التي استحوذت على حقوق استغلال منجم افديرك بموجب اتفاق مع الشركة الوطنية للصناعة والمناجم « سنيم »، سيزور مدينة ازويرات.
وأكدت المصادر أن الوفد سيزور ازويرات وافديرك، ويضم في عضويته كلاً من ممثل الشركة ويدعى « بفين جون جونز »، ورجل الأعمال الموريتاني محي الدين ولد السالك المدير العام لشركة النجاح للأشغال الكبرى، بالإضافة إلى شخص آخر يدعى حيلالي ولد محمد.
وصدرت تعليمات من إدارة شركة « سنيم » للعاملين في المناطق التي سيزورها الوفد بالاستعداد للزيارة مع الساعات الأولى من الصباح.
من جهتهم عبر عمال الشركة عن قلقهم من الصفقة التي وصفوها بالمشبوهة و «الفاضحة» ، معتبرين العملية بداية لبيع الشركة نفسها.
وتقول الشركة إنها ستحصل على فوائد وامتيازات بالإضافة لتوفير خدمات النقل والميناء والكهرباء مقابل عائدات معتبرة وتوفير حوالي 700 فرصة عمل.
ويعد منجم افديرك من أوائل مناجم الحديد في المنطقة، وكانت تستغله شركة "ميفرما" الفرنسية التي أممتها موريتانيا خلال عقد السبعينيات.

وفي ذات السياق ذكرت مصادر إعلامية خاصة أن امتعاضا كبيرا يسود الأوساط العمالية في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم اسنيم بمدينة ازويرات وخاصة الأطر، إثر تنازل الشركة عن احتياطاتها المنجمية في مدينة افديرك التي تقدر احتياطاتها من خامات الحديد الغنية بحوالي 30 مليون طن.
ويتهم المناهضون لهذه الخطوة إدارة الشركة بالإقدام على بيع هذه الاحتياطات المنجمية الهامة في سابقة من نوعها بتاريخ الشركة وفي ظل ظرفية خاصة، تشهد فيها أسعار الحديد ارتفاعا كبيرا معتبرين هذه الاحتياطات هي الأكثر جودة من ضمن احتياطاتها المنجمية التي تتوفر عليها المنطقة وكان من المتوقع أن تزيد من إنتاج الشركة السنوي بحوالي مليون طن سنويا من الحديد.
ويرد المؤيدون للاتفاق بأن الاتفاق الذي وقع أمس الجمعة بين شركة سنيم وشركة بي سي أم الهادف إلى استغلال منجم الحديد في افديرك يدخل في إطار سياسة جديدة للإنفتاح على الشركاء الدوليين للاستفادة من خبراتهم من أجل دعم الانتاج وتطويره واعتبروا أن الاتفاق يهدف إلى إنشاء شركة وطنية تعهد إليها مهمة استغلال المنجم مقابل امتيازات تحصل عليها شركة سنيم من ضمنها توفير 700 فرصة عمل.
وينتظر أن يزور وفد من شركة بي سي أم مدينة ازويرات من أجل تفقد المواقع التي سيتم استغلالها من طرف الشركة في المستقبل.
وقد أثار خبر بيع منجم افديرك حفيظة المدونين في وسائط التواصل الاجتماعي وكانت تدويناتهم طيلة الأربع والعشرين ساعة منصبة حول صفقة منجم افديرك، وفي ذلك السياق كتب الإعلامي حبيب الله أحمد:
"بيع منجم(افديرك )من طرف (اسنيم )لشركة أجنبية عبر وسيط من عائلة الرئيس بداية بيع لعملاق الاقتصاد الوطني(اسنيم )ولكن ب(السقط ) وليس ب(الجملة )...!! خطوة قبيحة تشكل استمرارا لنهج بيع البلد كله من طرف الأسرة الحاكمة فهل سيترك عزيز ل(وكافه ) شيئا صالحا للبيع فوق اوتحت رمال هذا الوطن المبتلى بهما ...؟

وكتبت المدونة والسياسية الكبيرة منى بنت الدي تعليقا على القضية:
"عندما يختطف اللصوص سيارة عندنا ينحرونها و يبيعونها قطعة قطعة ليختفي أي أثر لها. هذا ما يفعله ولد عبد العزيز مع البلد، موريتانيا نحرها ولد عبد العزيز و أبناؤها يتفرجون و يتسابقون إلى كرسي رئاسة دولة منحور".

ومن جهة أخر صرح النائب البرلماني والمرشح للرئاسيات بيرامولد اعبيد بقوله إن عمال اسنيم يعانون والنافذون يجنون الأرباح وذلك في أمسية نظمها داعمون له بمدينة ازويرات ليلة البارحة، حيث إن أرباح الشركة الوطنية للصناعة والمناجم SNIM يجنيها نافذون لا ينتجون، في الوقت الذي لا يجد عمال الشركة ما يصرفونه على عيالهم رغم تعرضهم للعديد منهم للمخاطر والأمراض، مضيفا إن العمال استخرجوا الأموال الطائلة من باطن الأرض لكنها ذهبت إلى جيوب من وصفهم بالقطط السمان. معتبرا أن العمال وذويهم في ازويرات يعانون حيث لم يحصلوا حتى على محطة لتحلية المياه رغم ما أسدوا من خدمات للشركة.

وحسب بعض المتابعين للشأن المحلي فإن هذه اتفاقية بيع منجم افديرك ستقضي علي طموح اسنيم والذي كان يخطط لتصدير 25 مليون طن في أفق 2025و 40 مليون طن في أفق 2030؛ لأنها ببساطة ستكون تعمل بنصف طاقتها لأن القطارات والميناء لاهي يعود عليهم ضغط الشركة المنافسة وفِي حالة سنيم وصلت لهذه لما تطمح له ستكون بحاجة لجميع احتياطاتها من الحديد شنهي المصلحة من التنازل عنها مقابل 50 مليون دولار سنويا تقريبا 17 مليار من الأوقية و7 دولارات في حالة سعر الطن تجاوز 100 دولار
وحسب بعض المختصين في الاقتصاد المحلي فإن تمت هذه الاتفاقية ستكون اسنيم أمام مصاعب كبيرة ستضطرها لتقليص عدد العمال وسياسة تقشف لأن صادراتها ستتراجع بسبب ضغط الشركة المنافسة على القطار وميناء التصدير لكن السؤال المطروح هذه الموارد التي ستستثمر هذه الشركة الغامضة لماذا لا تستثمرها شركة اسنيم وتوسع إنتاجها حتى تصل لما تطمح له 40 مليون طن سنويا؟