الثلاثاء
2025/04/22
آخر تحديث
الثلاثاء 22 أبريل 2025

محمد ولد محمد الحسن يقترح الإلغاء التام أو التجميد المؤقت للاتفاقية الخاصة بالهجرة مع أوروبا

15 مارس 2025 الساعة 13 و06 دقيقة
محمد ولد محمد الحسن يقترح الإلغاء التام أو التجميد (…)
طباعة

رسالة مفتوحة إلى المقام السامي لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني

الموضوع : مقترح الإلغاء التام أو التجميد المؤقت للاتفاقية الخاصة بالهجرة (مع أوروبا ) ، ريثما تتضح الأمور ؛ وذلك لتجنب الانزلاق الذي قد يهدد بلدنا العزيز ، موريتانيا .

فخامة الرئيس ،

كما تعلمون ، فإن الدول المغاربية التي لم توقّع اتفاقيات مع أوروبا ، تواجه صعوبات هائلة في احتواء موجات الهجرة (الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا) . فما بالك. ببلدنا الذي يُقال إنه وقّع " اتفاقيات مع أوروبا " ؟ .

ألا تُعدّ هذه الاتفاقية بمثابة دعوة مفتوحة لملايين المهاجرين والمغامرين للتوجه إلى بلدنا ؟ . أليس بلدنا هو الحلقة الأضعف في السلسلة ؟ . هذا يذكرنا فعلا بحرب الصحراء ! .

مثال واضح :

قامت الجزائر في عام 2024 ، بترحيل ثمانين ألف (80,000) مهاجر إلى بلد واحد فقط في غرب إفريقيا ، وهو النيجر . هذا الرقم وحده كافٍ ليبيّن لنا حجم الآفة ! .

ناهيك عن الأضرار النفسية ، والأخلاقية ، والاقتصادية التي تترتب على هذه الاتفاقيات . فإن وضعنا يصبح أكثر تعقيدًا في ظل السياق الجيوسياسي الحالي ؛ إضافة إلى مجموعة من العوامل والظروف الخاصة التي سأذكر بعضها فقط :

جاذبية الغاز والثروات المعدنية المكتشفة حديثًا ...

وجود أشخاص في مجتمعنا ، نشيطين على الساحة الإعلامية ، يحصرون جميع المشاكل – سواء القديمة منها أو الحديثة – في مسألة لون البشرة ! . اذ يرى البعض أن كل عربي هو موريتاني . بينما بالنسبة للآخرين ، كل شخص ذو بشرة خمرية ، هو موريتاني ! .

ا - يشترك هؤلاء في هدف واحد : تقسيم الشعب الموريتاني لتمهيد الطريق لأنفسهم نحو " قيادة سياسية " ذات طابع تخريبي.

ب - أضف الى ذلك ، هيمنة ثقافة تقديس المال ، وما يترتب عليها من انتشار الفساد على حساب المصلحة الوطنية ، والسيادة الموريتانية .

ج - وجود سماسرة سياسيين مستعدين لمقايضة كل شيء تحت غطاء مواقف سياسية مزعومة.

د - انتشار مجموعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، والتي منذ 2019 ، تستغل كل حادث أو حدث جديد ، لتضخيمه ، تهويله وترويج الأكاذيب ، بهدف زعزعة استقرار البلاد وتخريبها .

باختصار ، لا قدرة لنا على إدارة التداعيات النفسية والمعنوية لهذه الاتفاقيات ؛ سواء على مواطنينا أو على المهاجرين أنفسهم .

ه - وجود هذه الاتفاقيات سيعزز لدى المهاجرين الاعتقاد بأنهم فوق أرض مفتوحة لهم ، مقدمة لهم من قبل الأوروبيين ! .

و - التواجد الكثيف للمهاجرين في عين المكان سيكون غير مقبول بالنسبة للموريتانيين ؛ وقد يؤدي إلى صراعات ومواجهات .

كل هذه العوامل الموضوعية منها والذاتية، بالإضافة إلى إحساسي الشخصي – الذي نادرًا ما يخطئ في التنبؤ بمستقبل بلدي – تجعلني أعتقد ، رغم تفاؤلي المعتاد ، أن استمرار هذه الاتفاقيات دون إلغائها ؛ أو على الأقل ، تعليقها ريثما " تتضح الرؤية ، قد يؤدي إلى تفكك موريتانيا قريبًا إلى أجزاء متناثرة . أعذروني على التعبير اذ لم أجد أبلغ منه ! .

محمد ولد محمد الحسن
رئيس معهد مددراس 2Ires
في 14 مارس 2025