الثلاثاء
2025/04/22
آخر تحديث
الثلاثاء 22 أبريل 2025

محمد ولد محمد الحسن يراسل السفير الفرنسي بانواكشوط(نص الرسالة)

16 مارس 2025 الساعة 12 و46 دقيقة
محمد ولد محمد الحسن يراسل السفير الفرنسي بانواكشوط(نص (…)
طباعة

إلى سعادة السيد سفير الجمهورية الفرنسية في نواكشوط

سعادة السفير ،

يشرفني أن أقدم لكم للقراءة وللتأمل ، وللتاريخ رسالتَيَّ المفتوحتين المرفقتين :

 الأولى المؤرخة في 16 مارس 2021 ، وقد اقترحت فيها آنذاك على صُنَّاع القرار المعنيين خطة استباقية كاملة لتجنب كارثة وشيكة في دولة اتشاد ؛ وللحيلولة دون دخول مجموعة دول الساحل الخمس في فترة من عدم الاستقرار . لكن للأسف بقيت هذه الرسالة حبرا على ورق !.

والثانية كتبتها بالأمس ؛ وهي موجهة إلى رئيس الجمهورية وصديقي ، السيد محمد الشيخ الغزواني . وهدفها إنهاء الآثار المدمرة والمثيرة للذعر لشعبنا الناتجة عن استمرار العمل بـ "الاتفاقية المتعلقة بالهجرة " التي تربط بلدنا بالاتحاد الأوروبي، وبلدكم عضو مؤسس فيه ، وله دور في جميع الاتفاقيات .

سعادة السفير ،

أعلم أن سعادة سفير الاتحاد الأوروبي هو المعني الأول -ديبلوماسيًا- بهذه المسألة ، وأنا واثق من أنكم ستنقلون إليه مضمونها . ومع ذلك فضّلت التوجه إليكم مباشرة بصفتي رجلًا إيجابيًا ، ووطنيًا براغماتيًا ، وصديقًا للشعب الفرنسي ؛ مخاطبًا ممثل الدولة التي أنقذت - في وقتٍ مضى- بلدنا واقتصاده من خلال تدخل طائراتها الـ"جاغوار" ؛ واضعة حدًا للاعتداءات المتكررة على قطارات الشركة الوطنية للصناعة والمناجم SNIM.

كما أن بلدكم هو الذي دعم في الأمم المتحدة دولتنا الناشئة التي كانت محل جدل وتشكيك .

ففي الأوقات الصعبة يلجأ المرء إلى أصدقائه ؛ والشعب الفرنسي صديقٌ للشعب الموريتاني ! .

أسمح لنفسي بأن أذكّر بأني -باسم هذه الصداقة بين الشعبين- سعيت في عام 1989 لدى سفير فرنسا في بلادنا آنذاك السيد بيير لافرانس ، لإنشاء جمعية صداقة بين فرنسا وموريتانيا . وذلك في أعقاب الأحداث المؤسفة والمُدانة مع السنغال . ولم تمر الا أسابيع قليلة حتى تشكّلت "مجموعة الصداقة الفرنسية- الموريتانية" التي زارت بلادنا ، حيث استُقبلت بحفاوة من قبل سكان المدن التي زارتها في عمق موريتانيا .

واليوم ، أعتقد أن هذه الاتفاقيات المتعلقة بالهجرة بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي قد بدأت تأخذ طابع حربٍ غير مُعلنة وغير مخططة، والحرب ولو نشبت خطأ ، أو سهوا ، فستكون أشبه بحريقٍ لن يُبقي ولن يذر ! .

لذلك ، سأكون ممتنًا لكم إن أوضحتم هذه الحقائق - التي تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم - لشركائنا الأوروبيين المشتركين .
وتقبلوا ،سعادة السفير ، تحياتي مع فايق الاحترام .

محمد ولد محمد الحسن
خريج جامعة باريس التاسعة – دوفين
رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية – 2IRES
في 16 مارس 2025