محمد ولد محمد الحسن يراسل السفير الفرنسي بانواكشوط(نص الرسالة)

إلى سعادة السيد سفير الجمهورية الفرنسية في نواكشوط
سعادة السفير ،
يشرفني أن أقدم لكم للقراءة وللتأمل ، وللتاريخ رسالتَيَّ المفتوحتين المرفقتين :
– الأولى المؤرخة في 16 مارس 2021 ، وقد اقترحت فيها آنذاك على صُنَّاع القرار المعنيين خطة استباقية كاملة لتجنب كارثة وشيكة في دولة اتشاد ؛ وللحيلولة دون دخول مجموعة دول الساحل الخمس في فترة من عدم الاستقرار . لكن للأسف بقيت هذه الرسالة حبرا على ورق !.
والثانية كتبتها بالأمس ؛ وهي موجهة إلى رئيس الجمهورية وصديقي ، السيد محمد الشيخ الغزواني . وهدفها إنهاء الآثار المدمرة والمثيرة للذعر لشعبنا الناتجة عن استمرار العمل بـ "الاتفاقية المتعلقة بالهجرة " التي تربط بلدنا بالاتحاد الأوروبي، وبلدكم عضو مؤسس فيه ، وله دور في جميع الاتفاقيات .
سعادة السفير ،
أعلم أن سعادة سفير الاتحاد الأوروبي هو المعني الأول -ديبلوماسيًا- بهذه المسألة ، وأنا واثق من أنكم ستنقلون إليه مضمونها . ومع ذلك فضّلت التوجه إليكم مباشرة بصفتي رجلًا إيجابيًا ، ووطنيًا براغماتيًا ، وصديقًا للشعب الفرنسي ؛ مخاطبًا ممثل الدولة التي أنقذت - في وقتٍ مضى- بلدنا واقتصاده من خلال تدخل طائراتها الـ"جاغوار" ؛ واضعة حدًا للاعتداءات المتكررة على قطارات الشركة الوطنية للصناعة والمناجم SNIM.
كما أن بلدكم هو الذي دعم في الأمم المتحدة دولتنا الناشئة التي كانت محل جدل وتشكيك .
ففي الأوقات الصعبة يلجأ المرء إلى أصدقائه ؛ والشعب الفرنسي صديقٌ للشعب الموريتاني ! .
أسمح لنفسي بأن أذكّر بأني -باسم هذه الصداقة بين الشعبين- سعيت في عام 1989 لدى سفير فرنسا في بلادنا آنذاك السيد بيير لافرانس ، لإنشاء جمعية صداقة بين فرنسا وموريتانيا . وذلك في أعقاب الأحداث المؤسفة والمُدانة مع السنغال . ولم تمر الا أسابيع قليلة حتى تشكّلت "مجموعة الصداقة الفرنسية- الموريتانية" التي زارت بلادنا ، حيث استُقبلت بحفاوة من قبل سكان المدن التي زارتها في عمق موريتانيا .
واليوم ، أعتقد أن هذه الاتفاقيات المتعلقة بالهجرة بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي قد بدأت تأخذ طابع حربٍ غير مُعلنة وغير مخططة، والحرب ولو نشبت خطأ ، أو سهوا ، فستكون أشبه بحريقٍ لن يُبقي ولن يذر ! .
لذلك ، سأكون ممتنًا لكم إن أوضحتم هذه الحقائق - التي تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم - لشركائنا الأوروبيين المشتركين .
وتقبلوا ،سعادة السفير ، تحياتي مع فايق الاحترام .
محمد ولد محمد الحسن
خريج جامعة باريس التاسعة – دوفين
رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية – 2IRES
في 16 مارس 2025