إسرائيل ستبقى دولة بلا شعب

النتيجة الأولى لهذا الحرب هي الهروب من أرض الميعاد التي حولت إيران فيها المزاج العام فيها إلى هلع إن إسرائيل ستصبح دولة بلا شعب لقد انفرط عقد الدولة اليهودية القائم على الأمان والذي وحد جبهتها الداخلية وأصبح الحلم الكبير للمواطن بدلا من ذلك هو الهروب من هذا الجحيم كما أصبح رهان الدولة هو كيفية منع هروب المواطنين إنها ستضطر لاصدار تأشيرة الخروج وإعادة بناء الثقة في جنة الميعاد والأحلام المرتبطة بذلك خاصة ظروف المعاش الجيد والأمان الشخصي والأمن العام كشرط وحوافز أساسية لبقاء اليهود في أرض فلسطين لقد انهارت كل الشروط المحيطة بهذه الفكرة وهكذا فإنهم اليوم يدفعون آلاف الدولارات كتذاكر للسفر إلى قبرص القريبة .
لقد اتضح ان أرض الميعاد ليست محصنة حتى ذلك الموعد وصار التساؤل جليا حول أيهما الكذبة "الميعاد أصلا" أو "أرض الميعاد المحصنة والمحمية حتى اليوم الموعود " لقد جعلت الصواريخ الإيرانية الجواب غارسا على هذه الإثارة إذ حولت حلما لاهوتيا "معتقا" وقوة عسكرية عصرية فائقة إلى كذبتين كبيرتين على رؤوس الأشهاد إنه مأزق إسرائيل اليوم حتى ولو خرجت منتصرة بدعم من الخمس الأوروبيين فإنها لن تقنع المواطنين الذين تركوا بلدانهم الآمنة في أوروبا وأمريكا لكي يذهبوا إلى حتفهم أو على الأقل العيش تحت الرعب فلم يعد هناك أمان في إسرائيل إنهم اليوم يعيشون خيبة أمل كبيرة في أيديولوجيتهم ومن حكومتهم وأنظمتهم الدفاعية الخمسة باتريوت مقلاع داوود والقبة الحديدية وغيرها خمس حجب أو طبقات من الأسلحة من مضادات الصواريخ ومضادات المسيرات تعجز عن صد الهجوم حتى في المناطق الأكثر تحصينا بالنسبة لإسرائيل فلم يسلم بيت أسرة نتانياهو والمراكز الأكثر حساسية وتحصينا فقد تم دكّ هاستريا جنب تل آبيب التي بها مقر الموساد ومقر إيمان المخابرات العسكرية ومفاعل ديمونة .
الشعب الاسرائيلي صار محكوما عليه أن يعيش في الغم في الملاجئ وبالقرب منها الحياة متوقفة الهلع والفزع والارتباك هي العناوين الكبرى للشارع الاسرائلي الخالي من المارة لقد اختلط الحابل بالنابل وبلغت القلوب الحناجر عندما اخترق صاروخ إيراني ملجأ وقتل أربعة أشخاص فانقلب الأمن خوفا وصارت إسرائيل غير آمنة بتاتا .القبة الحديدية لم تعد فاعلة بل وحتى الملاجئ لم تعد محصنة بعد سقوط ذلك الصاروخ !
فهل بقيّ لذلك النزاع بين المواطنين حول دخول أي مواطن في ملجأ خارج حيه السكني ضروري بعد تلك الحادثة أي عندما صارت الملاجئ نفسها عورة ! فما هو الحل ياترى بالنسبة لمن جاؤوا وقد وعدوا بالجنة .
الدولة الديمقراطية الأولى في الشرق الأوسط نظرا للعمل بقوانين التناوب وفصل السلطة وحرية الإعلام تمارس تكميم الاعلام إنها تمنع تصوير حجم الدمار كاملا ومناطق سقوط الصواريخ وتصادر صور الحرب وتمارس الرقابة المسبقة على الإعلام لكي لا تظهر حقيقة الفشل العسكري وبالتالي خيبة الأمل في الدولة والجيش الذي لا يقهر ولكي تبقى كلمات نتانياهو الجوفاء وافتراءاته بلا معنى وبالطعم داخل الاسرائيليين إنه يحاول عبثا زرع ثقة نسفتها الأحداث بقوة الصواريخ الإيرانية نفسها ، وهناك شيء آخر أسوأ في مجال الإعلام وهو ضرب إذاعة وتلفزيون إيران إنها إضافة سلبية إلى سجل إسرائيل الذي لا يمتلأ أبدا من خرق القانون الدولي والدولي الإنساني وغيرها من "الرطانة" الغربية التي لا تعدوا كونها وسائل مزدوجة تستخدم لحصار الشعوب وضربها وتجويعها إنه عمل مريع ذلك الذي يقوم به الغرب من دعاية واستخدامات مغلوطة لهذه المفاهيم ففي حين تضرب إسرائيل شوارع تجارية في إيران وتقصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاحئين وقوافل المساعدات الإنسانية وتمنع الماء الشروب والدواء والقوت اليومي عن الأطفال والمرضى والنساء والشيوخ في غزة يتباكي المسؤولين الصهيونيين والغرب بأن إيران دولة ارهابية تقتل المدنيين يالها من مفارقة وبأن لاسرائيل الحق في الرد عن نفسها حتى اليابان المرعوبة منذ سبعين سنة لاتزال غير قادرة على التحكم في فرائصها عندما تكون بجانب الولايات المتحدة الأميركية ياله من عدم توازن مشين !!.
الرئيس الفرنسي الغر الذي مازال يضرب على الوجه بسبب طيشه ونزقه يسابق الريح بدعم الصهاينة .
إن ما يتجاهله الساسة الغربيون هو أن المأزق الاسرائيلي الكبير لم يعد الحاجة لهذا الدعم بل الثقة بفكرة أرض الميعاد وبالأمان إن إسرائيل ستنهار بعد هذه الحرب بسبب أزمة الثقة في الوطن وفي الصهيونية المطارات مغلقة وتذاكر الهروب عبر البحر وصلت أسعار لا حد لها لقد تم استخدام اليخوت في الهروب بتذاكر عالية إنه يوم الفزع الأكبر الذي لم يعرفه الصهاينة ولم يتصوروه .
لقد أخطأوا التقديرات عندما نسوا أن إيران هي من تدعم الحوثيين وحماس وحزب الله وسوريا وقد كانت هذه المجموعات هي أكبر رأس حربة ضد إسرائيل وقد طورت قدراته العسكرية الكبيرة بدعم من إيران حيث عرفت تفوقا تكتيكيا ومخابراتيا في المنطقة وقدرة هائلة على الحرب والصمود والتصدي وكانت لها قوة قتالية عالية وطورت قدراتها القتالية في مواجهة إسرائيل كان كل ذلك بدعم مباشر من إيران ، فما هي قوة إيران وهو مصدر كل ذلك الدعم أليس من المنطقي أن تكون لها ومعلومات قدرات أقوى وأكبر بكثير تحتفظ بها لنفسها لقد أعمت الغطرسة إسرائيل عن هذه الحقائق على الأرض وهي اليوم تواجه تسيير خطأ استراتيجي وتاريخي..
إن هذه الأحداث تحيل إلى الاعتقادات الدينية بزوال دولة إسرائيل الثالثة حسب نبوءات الكتب المقدسة وبخشى أن يتأثر هذا العهد الثامن باللعنة نفسها التي اصابت الدول اليهودية السابقة "مملكة داود" الأولى في الفترة بين عامي 586-516 قبل الميلاد و"مملكة الحشمونائيم" في الفترة بين عامي 140-37 قبل الميلاد، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان استمرتا لأقل من 80 عاماً في تاريخ الشعب اليهودي
كما أن الحخامات اليهوديين يعتبرون أن العقد الثامن هو نهاية دولة إسرائيل وأن هذه الدولة ضد مشيئة الرب وستجلب عليهم اللعنة الرب.
كما تتضمن الكتب المقدسة، التوراة والإنجيل والقرآن، نبوءات وإشارات حول زوال إسرائيل، لكنها تختلف في التفاصيل والتفسيرات.تتحدث التوراة عن "هيكل سليمان" الذي تم تدميره مرتين، ويرى البعض أن سورة الإسراء الآية 7: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا".تتضمن نبوءات عن نهاية إسرائيل ودمارها.
كما تحيل هذه الحرب الدائرة إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الدر المنثور للسيوطي والإمام البيهقي عن أبي هريرة قال: تلا رسول الله: وإن تتولو يستبدل قوما غيركم. فقالوا يا رسول الله من القوم الذي إن تولينا يستبدل بنا فضرب رسول الله على ركبة سلمان الفارسي (رضى الله عنه) هذا وقومه... والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس.
كما أن الشهيد أحمد ياسين قال في حديث للجزيرة أن زوالها إسرائيل سيكون في أفق 2027 بناء على التأويلات بأن أي دولة لليهود لم تدوم أكثر من ثمانين سنة .
من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار