الجمعة
2025/11/28
آخر تحديث
الجمعة 28 نوفمبر 2025

عين الصحراء: من الظاهرة المحيرة إلى نقطة ارتكاز للسياحة العلمية في موريتانيا

منذ 53 دقيقة
عين الصحراء: من الظاهرة المحيرة إلى نقطة ارتكاز للسياحة (…)
لمرابط ولد لخديم
طباعة

بدأت رحلتي مع قلب الريشات أو عين الصحراء مطلع الألفية الثالثة، يوم كنت أبحث بشغف عن كل ما يرتبط بالفضاء والظواهر الغريبة. كان هذا التشكيل العجيب في آدرار أكثر ما شدّ انتباهي، خاصة بعد أن صنّفته وكالة ناسا ضمن أغرب عشرة مواقع حيّرت العلماء على سطح الأرض.
ولم يكن أمامي آنذاك إلا قدر محدود من المراجع؛ لذلك تطلّب مني أول مقال كتبته عنه — "مواقع جيولوجية موريتانية محيّرة!!" — جهداً بحثياً شاقاً استمر سنوات قبل نشره عام 2016 على موقع موريتانيا الآن:
https://www.rimnow.net/w/?q=ar/node/6377
زيارة غيّرت مسار اهتمامي العلمي
كنتُ قد عزمتُ في عام 2005م على زيارة هذا الموقع الذي طالما حيّرني، فذهبت إليه بنفسي لأكتشف أنه — رغم قيمته الجيولوجية غير القابلة للتقدير — مهمل تماماً. لم أجد زائراً واحداً منذ سنوات، بفعل الخوف الذي روّجته بعض الجهات خلال فترة انتشار الإرهاب في المنطقة. لكنني في تلك الرحلة أدركت حجم الكنـز الذي نملكه… ولا ندرك قيمته.
قلب الريشات، الذي يقع على بعد 25 كلم من وادان ويمتد قطره لأكثر من 35 كلم، بدا لي من الجو كعين زرقاء هائلة محفورة في وجه الصحراء.
هذا الموقع الذي اكتشفه العالِم الفرنسي تيودور مونو في ثلاثينيات القرن الماضي ظلّ مثار جدل علمي لا ينتهي:
هل هو نيزك؟ فوهة بركانية؟ أم مجرد أثر للتعرية؟
آخر دراسة معتبرة اطّلعت عليها — للباحث غويلايوم ماتون من جامعة كيبك — ترجّح أنه قبة صخرية نتجت عن صهارة هائلة قبل 90 مليون سنة. ومع ذلك، يبقى اللغز مفتوحاً… وهذا ما يجعل قلب الريشات استثناءً علمياً يندر مثله.
سنوات من الكتابة والتوثيق
طوال سنوات كتبت عشرات المقالات التي تابعت فيها كل جديد عن قلب الريشات، سواء على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي. ومن بين أهم هذه المقالات:
هل تستثمر موريتانيا في قلب الريشات؟ – أقلام حرة – 16 أكتوبر 2019
https://aqlame.com/node/439
مواقع جيولوجية موريتانية منسية تدر ذهباً – الصحراء – 23 نوفمبر 2021
https://www.essahraa.net/node/27806
لغز “قلب الريشات” بوابة رواد الفضاء إلى الأرض – موريتانيا الآن – 7 فبراير 2021
https://www.rimnow.net/w/?q=ar/node/13125
عين الصحراء.. اكتشافات جديدة حيّرت العلماء – الأخبار – 17 يونيو 2022
https://alakhbar.info/?q=node/41065
عين الصحراء (موريتانبا): اكتشافات جديدة حيرت العلماء!! نشر في العلم تاريخ النشر 16يونيو2022م الرابط:
http://elalem.info/article10348.html8
جديد عين الصحراء : سيجعل موريتانيا قبلة للبحث العلمي!!/ نشر في آفاق فكرية بتاريخ 19 يونيو 2022م الرابط:
https://avaghfikria.info/archives/1450
اهتمام عالمي بـ”قلب” الريشات اوعين الصحراء: وكالة الفضاء الامريكية والاوروبية واليوم الروسية!!
نشر في العلم بتاريخ 1سبتمبر2022م الرابط:
http://elalem.info/article10918.html.html
حق الرد: على (ناشيونال جيوغرافيك) National Geographic أبوظبي.
نشر في العلم بتاريخ النشر 20سبتمبر 2022م الرابط:
http://elalem.info/article11077.htm
لماذا تهمل موريتانيا مواقعها الجيولوجية المحيرة؟!
نشر في آفاق فكرية تاريخ النشر 6 مايو 2023م.
https://avaghfikria.info/archives/2008
ومقالات عديدة نشرتها في مجلات ومواقع عربية
تناولت فيها تزايد الاهتمام الدولي بالموقع من قبل ناسا والوكالة الأوروبية للفضاء وروسكوزموس الروسية.
وخلال هذه الرحلة الطويلة لاحظت أن:
العديد من المقالات العربية — مثل تقرير القدس العربي
(7 أكتوبر 2023) — اقتبست أجزاءً كاملة من كتاباتي وأحالتها لي، الرابط:
https://www.alqudsalarabi.co.uk/%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A.../
بينما استندت وسائل أخرى مثل الجزيرة إلى مضامين حررتها سابقاً دون ذكر اسمي.
9أكتوبر 2025م.
https://www.aljazeera.net/.../%D8%B9%D9%8A%D9%86-%D8%A7...
اهتمام عالمي سبق اهتمامنا المحلي
كنتُ أتابع بدهشة كيف أصبح موقع "قلب الريشات" مادة لصحف عالمية كـ الديلي ميل التي قارنت بينه وبين حفرة جيولوجية في المريخ، وكيف نشر رائد الفضاء الفرنسي توماس بيسكيه صوراً ظن أنها لسطح الكوكب الأحمر قبل أن يتبين أنها لقلب الريشات.
لقد أصبح هذا الموقع مرجعاً بصرياً لرواد الفضاء، ومع ذلك فإن الإعلام الوطني لا يواكب هذا الاهتمام، وكأنّ الأمر لا يعنينا.
خطوة رسمية.. لكنها غير كافية
بعد سنوات من الدعوات والمقالات التي كتبتها للمطالبة بحماية هذا المعلم، صادقت الحكومة في 4 أكتوبر 2023 على مرسوم خاص بحماية قلب الريشات. وهي خطوة مهمة، لكنها ليست كافية.
أنا مقتنع اليوم أكثر من أي وقت مضى بضرورة إنشاء مؤسسة وطنية مستقلة متعددة الاختصاصات تُعنى بتنمية المواقع الجيولوجية والأثرية، وعلى رأسها قلب الريشات، وأن تُمهّد لنهضة سياحية علمية غير مسبوقة في البلاد.
فرصة موريتانية تاريخية
ومع اقتراب مهرجان المدن القديمة في وادان، تبدو أمامنا فرصة ذهبية لتسليط الضوء على هذا المعلم الكوني واستثمار الاهتمام الدولي غير المسبوق به.
لماذا يجب أن نتحرك الآن؟
لأن قلب الريشات:
أندر ظاهرة جيولوجية على سطح الأرض.
نقطة استدلال رواد الفضاء لعقود.
مادة علمية تستهوي أكبر المراكز البحثية في العالم.
فرصة اقتصادية وسياحية فريدة.
جزء من هوية موريتانيا العلمية التي يجب أن تُستعاد.
لقد كتبت عن قلب الريشات أكثر مما كتبت عن أي موضوع آخر في حياتي.وحاولت أن أجسد ماكتبت على ارضية الواقع من خلال صورة(1) تبين كونه المكان الوحيد على الأرض الذي يستدل به رواد الفضاء!!
وما زلت أعتقد ـ بل ازددت قناعة ـ أن هذا الموقع ليس مجرد تكوين غريب؛
إنه كنز موريتانيا الكوني، نافذتها إلى العالم العلمي، وفرصتها لجذب الباحثين والسياح، ورافعة يمكن أن تغير مستقبل منطقة بأكملها.
وإن لم نتحرك اليوم، فقد يأتي يوم يصبح فيه العالم يتحدث عن “لغز قلب الريشات” دون أن تُذكر موريتانيا إلا عرَضاً… بينما نحن أصحاب الأرض وأهل الموقع وروّاد الكتابة عنه.

لمرابط ولد لخديم