الأحد
2025/09/28
آخر تحديث
الأحد 28 سبتمبر 2025

قلب الريشات.. أعجوبة موريتانيا التي يهتدي بها رواد الفضاء وتغفل عنها الدولة!

منذ 55 ثانية
قلب الريشات.. أعجوبة موريتانيا التي يهتدي بها رواد (…)
لمرابط ولد لخديم
طباعة

في وقت تتداول فيه وسائل الإعلام العالمية صورًا واكتشافات مذهلة تربط بين تضاريس المريخ و"عين الصحراء" في موريتانيا، كان آخرها هذا المقال الموسوم ب:
كشف سر “عين إفريقيا” الغامضة بعد 50 سنة من الجدل!!
يظل الصمت سيد الموقف محليًا، رغم أن هذا المعلم يُعدّ واحدًا من أكثر الظواهر الجيولوجية غرابة على كوكب الأرض، بحسب وكالة الفضاء الأمريكية ناسا NASA.
قبل سنوات، كنتُ من أوائل من كتب عن "قلب الريشات" ودعوتُ إلى إدماجه في خارطة السياحة العلمية والثقافية، وسافرتُ شخصيًا إلى الموقع الواقع قرب مدينة وادان بولاية آدرار، لأتأكد ميدانيًا من مطابقته للصور والبيانات التي نشرتها ناسا.
اليوم، يعود هذا المعلم المذهل إلى دائرة الاهتمام الدولي مجددًا، لكن هذه المرة بصيغة أكثر إثارة.
صور من الفضاء… وتطابق على كوكب المريخ!
رائد الفضاء الأمريكي سكوت كيلي نشر صورة للموقع عبر منصة “تمبلر”، واصفًا إياه بأنه يقع "في الحد الغربي للصحراء الكبرى في وسط موريتانيا"، وهو وصف دقيق لقلب الريشات الواقع على بعد 25 كيلومتراً من وادان. المعلم يظهر على شكل دوامة صخرية عملاقة بقطر يناهز 35 كلم، تُشبه عيناً زرقاء مطمورة في عمق الصحراء.
الاهتمام لم يبدأ اليوم، فقد اكتشف الباحث الفرنسي تيودور مونو هذا الموقع في ثلاثينيات القرن الماضي، وكرّس سنوات طويلة لدراسته ميدانيًا.
لغز علمي بلا حسم؛
تضاربت التفسيرات العلمية حول تكوين هذا المعلم. بعض الفرضيات رجّحت أنه نتيجة اصطدام نيزك، بينما اعتبر آخرون أنه فوهة بركان خامد، لكن غياب الصخور الحادة والفوهة الداخلية يضعف هذه الاحتمالات. أما الدراسة الأعمق حتى الآن فهي للدكتور غويلايوم ماتون من جامعة كيبيك، والذي استنتج – بعد تحليل أكثر من مئة عينة حجرية – أنه قبة جيولوجية ضخمة نتجت عن صهارة جوفية قبل نحو 90 مليون سنة.
المريخ يُعيد قلب الريشات إلى العناوين:
صحيفة ديلي ميل البريطانية، نقلًا عن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، نشرت مؤخرًا صورة جديدة لحفرة على سطح كوكب المريخ بقطر 30 كيلومتراً، تتطابق في الشكل مع “عين الصحراء” في موريتانيا. وتقع الحفرة في منطقة "أونيا تيرا" جنوب الكوكب، ما أثار اهتمام الخبراء الذين شبّهوها مباشرة بقلب الريشات.
محطة الفضاء الدولية تؤكد دهشة الرواد؛
رائد الفضاء الفرنسي توماس بيسكيه كتب عند مروره فوق الموقع على متن محطة الفضاء الدولية:
"ظننت أنني أحلّق فوق كوكب المريخ عندما رأيت هذا المشهد! لا سحب في الأفق، والألوان مريخية إلى حد بعيد."
الصور التي التقطها من ارتفاع 250 ميلًا فوق الأرض جعلت الرواد يصفون قلب الريشات بأنه "بوابة الفضاء إلى كوكب الأرض".
غياب إعلامي محلي… مقابل ضجة عالمية
رغم التغطية المكثفة في وسائل الإعلام الغربية والعربية والدولية، لا يزال هذا الملف شبه غائب عن الصحافة والمواقع الموريتانية، وكأن الأمر لا يعنيها، على الرغم من أن ناسا صنّفته ضمن أكثر عشر ظواهر طبيعية غرابة على سطح الكوكب.
دعوة مباشرة للرئاسة
من هذا المنبر، وباسم "آفاق فكرية "، أوجّه نداء إلى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لتبني مبادرة وطنية عاجلة، وتشكيل هيئة متعددة الاختصاصات تُعنى بالمواقع الجيولوجية والأثرية، وفي مقدمتها قلب الريشات. يعتبر المرسوم الصادر عن مجلس الوزراء 2023م بحماية الموقع خطوة مهمة ولكنها لاتكفي!!
الاستثمار في هذا الموقع لا يُقاس بالعائد المادي وحده، بل:
يفتح باب السياحة العلمية والثقافية
يضع موريتانيا على خريطة الجيولوجيا العالمية
يخلق فرصًا اقتصادية وتنموية جديدة
يمنح البلاد موقعًا استثنائيًا في أبحاث الفضاء والكواكب
سؤال مفتوح أمام صانعي القرار:
قلب الريشات ليس مجرد تكوين صخري، بل المعلم الوحيد على الأرض الذي يهتدي به رواد الفضاء لتحديد موقع كوكبهم.
واليوم، مع اكتشاف شبيهه على المريخ، أصبح الوقت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
فهل تتحرّك الدولة لتكون في قلب الحدث؟
أم نكتفي بأن يخبرنا الآخرون بما نملك… ثم يسجلونه باسمهم؟

http://elitissal.net/archives/74742
لمرابط ولد لخديم