الجمعة
2025/11/28
آخر تحديث
الجمعة 28 نوفمبر 2025

كفى لا تقعوا في الفخ

15 سبتمبر 2019 الساعة 10 و16 دقيقة
كفى لا تقعوا في الفخ
محمد محمود ولد بكار
طباعة

حقيقة أأسف لهذه النقاشات حول قضايا المحاصصة التي تمزق القوة الحية وقدرتها على التلاقي والنضال المشترك ضد (الزراگ) وتشتيت العقول والجهود حول (إزَرْگَه) .المسألة يا إخوان مسألة دولة تختطفها نخبة غير مسؤولة ،لاتريد بناء الدولة ولا تُعنى بمن يحي أو بمن يموت،في سنة 1983 كان الأمن كله بيد الإخوة الزنوج وزير الداخلية ومدير الأمن ورئيس الأركان ولم يكن ذلك ليزعج أحد ،لأن ذلك مألوف في المشهد ،في المدارس في المنازل في المكاتب. وفي عهد المختار ولد داداه وأثناء كتابة الدستور 1961 إقترح منصب نائب الرئيس وأن يكون من الزنوج بصفة دائمة ولم يعترض أحد،لكنه عندما سمى آمادو صمبولي جاء الرفض من الزنوج أنفسهم،وتم الرجوع في ذلك الإقتراح،وبالنسبة للطبقة الوطنية الناضجة فقد إصطفت وراء مسعود ولدبلخير في إنتخابات 2008 من أعلى الهرم الإجتماعي إلى أسفله بروح عالية من الإندفاع والحماس وتجييش الضمائر الحية،وهذا لن يتوقف كلما ماكان الهدف وطنيا مُوحدا. ومعنى هذا أن المجتمع متجانس ولا يطالب بأي تفرقة، لكن النخبة الحاكمة التي تتصرف بغباء بصفة دائمة هي التي تعطي الإنطباع بالعنصرية، في حين أنها فقط قابعة في الفريسة بجميع أشكالها،وكل يصارع من أجل حصته فقط، وعندما يحصل عليها يدير بظهره، ولا يهمه الباقي،وبالتالي إذكاء المسألة الإتنية، وتنويع الإصطفافات،وتوتير الجو العام بما يهدد التفاهم ويمزق عرى الإنسجام لطبقتنا السياسية ، هو في المحصلة النهائية في مصلحة بقاء هذه النخبة الحاكمة ،فلو كانت هذه النسبة المتحصل عليها في الإنتخابات الماضية تحمل نفس الخطاب ونفس الأولوية لكان ضغطها الأجتماعي والإنتخابي تجاوز ذلك بكثير،بشكل لايمكن المغالطة بشأنه، وكنا حصلنا على تناوب واقعي تنتفي فيه مِثل هذه الأوجاع والممارسات . إتركوا هذا الصراع ،هذا ليس هو مشكلتكم العميقة ،لا تدموروا مجتمعكم ولا تمزقوا بلدكم ،يجب أن تتوجهوا لإستئصال الوجع الذي هو هذه النخبة الحاكمة ،لا تعتقدوا أن لديها عقل عنصري ،ولا فكر للتخطيط له ،فكلما لديها محسوبية ومصالح أنانية وفردية ستظل هكذا حتى تقطع أوصال الوحدة الوطنية .أنا أتذكر ضمن مسابقات كثيرة، مسابقة مفتشي الشرطة التي كنت قد شاركت فيها ستة 1991 فقد كان الإمتحان شكليا وكانت 90% تقريبا من الدفعة بين قبيلتين كانتا حينها تتقاسمان السلطة وقطاع الشرطة والبقية نجحت بالمحسوبية والواسطة ،وهكذا دواليك ،إمتحان الشرطة يفوز فيه أبناء الشرطة،وإمتحان الدرك يفوز فيه أبناء الدرك ،وإمتحان الجيش يفوز فيه أبناء الجيش وهكذا، ولو كان قادة الجيش زنوج من نفس المدرسة لفعلوا نفس الشيء وقد حصل في مرافق في الماضي ولا يهم العودة لذلك لأنها نفس الطينة ونفس الوجع .الأمر لايعدوا كونه نظام من الرشوة والتفاهة والتعاضدية على المحسوبية وتبادل المنافع والأدوار ،ويجب أن لا نقويه بأن نضعف أنفسنا،وبالتالي فالمعركة معركة بناء الدولة الوطنية ،دولة المؤسسات، من خلال التوجه لدك حصون التزوير ،واستخدام مزايا السلطة في الإنتخابات،والضغط من أحل الإصلاحات الجوهرية التي تقود لإنتخابات نزيهة .لابد من أن نتفق أولا أن المشكل آت من السلطة وأعوانها ، والنظام وقادته ،وهكذا يكون الحل هو إزاحتهم، لكي نعود بالمجتمع إلى سابق عهده ، يدرس في نفس المدارس، يسكن في نفس الأحياء، يأكل على نفس الموائد، يتبادل الأفراح والأتراح، يعمل في نفس المرافق لكن بأخوية وبتراضٍ .وإلا فإنكم تضعفوا فرص التغيير والتناوب، وتزيدون من فرص إستمرار نظام الوبال والخراب هذا ، وتدفعون إلى تدمير بلدكم .كفي لا تقعوا في الفخ .دعوهم يفعلوا كل مايحلوا لهم في إمتحاناتهم ومسابقاتهم وفي الإقتصاد والزراعة والتوظيف والتعيينات وفي كل شيء،ولنعمل نحن على توحيد جهودنا ورص صفوفنا وتحديد أولويتنا، في كسب رهان إنتخابات 2024،حينها نستلم نحن السلطة ونبني دولتنا: الدولة الوطنية التي تخدم أبناءها بوضع الجميع أمام نفس الفرص والحظوظ وتسوية الإختلالات والمظالم .