ولد بكار: على غزواني أن يستقر في البلد بعض الوقت ليشرف بنفسه على التحضير لوضع خطة للإستفادة من التمويل الإماراتي ويوقف الفساد فورا

قال الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار إن التمويل الإماراتي المقدم لموريتانيا مهم جدا من حيث الحجم والتوقيت، لكنه يتطلب إصلاحات عميقة وخلق قدرة استعابية حقيقيقة،لهذا المبلغ الضخم الذي يتدفق على البلد دفعة واحدة في طرف حساسة .
وأضاف ولد بكار، الذى كان يتحدث ضمن برنامج حواري بقناة الوطنية، أن مبلغ الملياري دولار الذى قدمته دولة الإمارات العربية لموريتانيا بمناسبة زيارة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لها جاء فى وقته المناسب، وبحجم يمنح للدولة الموريتانية ترتيب أوارقها بشكل مريح،خاصة بالنسبة للتجديد مع صندوق النقد والبنك الدوليين بشروطهما القاسية بالنسبة لزيادة الضرائب وطحن الطبقات الهشة .وكذلك إزاء مراجعة شروط تقاسم الإنتاج مع شركة الغاز( بي بي )،وكذلك تمويل المشاريع الأكثر إلحاحا .
وأوضح أن التحديات التى تعيق الاستفادة من التمويل تتصدرها حالة الفساد المستشرى فى الدولة الموريتانية منذ عقود، وخاصة فى العشرية الأخيرة، مشككا فى قدرة الطاقم الذى يسير البلد حاليا من قيادة المرحلة المقبلة أو وضع تصور ناجع لإستيعاب هذا التمويل ،لأن أغلبه كان طرفا في عمليات فساد خلال الفترة السابقة، وبالتالى فلا فائدة ترجى من أي تمويل مهما كان حجمه ما دام سيسيره من ساهم في إفلاس اقتصاد البلد وقطاعاته الرئيسية :المياه والحديد والطاقة والزراعة، وكان أداة لتبديد الاستثمارات ،وتدمر سونمكس وأنير وسحب المبالغ الطائلة من صندوق الأجيال إلى حسابات مجهولة .
وأضاف ولد بكار أن تغاضى النظام الحالى عن مضمون التقارير التى نشرتها الهيئات الرقابية وفى مقدمتها محكمة الحساب، لا يبعث على التفاؤل ولا يمكن معه خلق تنمية حقيقية مهما كانت التمويلات والهبات التى نحصل عليها، مبرزا أن الإبقاء على المفسدين فى وظائفهم بل وتعيينهم على أهم رافعات الاقتصاد الوطني وفي مرحلة يعول عليها المواطن الموريتاني ويضع عليها آمال كبيرة ، مع انعدام رؤية، واستمرار الزبونية فى التعيينات و صفقات التراضى مثل صفقة الحجيج، وغيرها من مظاهر استمرار النهج تتعارض مع الكفاءة في التحضير للمستقبل .
وأبرز ولد بكار أن الرئيس غزواني خلال زيارته للولايات المتحدة اتصل به مسؤولو شركة الغاز (...) الأمريكية وكشفوا له عن مبلغ مالي ضخم يعود للسلطات الموريتانية مازال موجود عندهم بسبب اشتباههم فى الحساب الذى زودهم به وزراء خلال فترة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز،مضيفا تلك القضية إن كانت دقيقة على هذا النحو ،مع السحوبات من صندوق الأجيال، فإن إبقاء غزواني على وزراء بهذا الحجم من التلطخ يجعله غير جدي ،ولا يمكن الوثوق بأي إصلاحات سيجريها لأنها لن تكون عميقة؟؟!
واختتم ولد بكار حديثه مع القناة بالقول إن على غزوانى، إذا كان يريد الإصلاح عليه، أن يُفعل دور مؤسسات الرقابة (محكمة الحسابات، مفتشية الدولة) ويقوم بإصلاح القضاء، بحيث يكون المدعي العام قادر على تحريك الدعوة ،وأن يوقف جميع مظاهر الفساد، ويشرف على وضع خطة وبرنامج لإستيعاب هذا المبلغ الضخم ويسرك القدرات الوطنية النزيهة وذات الخبرة ، ويرفع يده عن المفسدين، ويتشاور مع الفاعلين السياسيين ويستمع لآراء الجميع... ومن جهة ثانية يقوم بإجراءات واضحة اتجاه وضعية الدولة وسمعتها في الأوساط المالية الخارجية فبهذا - يقول ولد بكار – يمكن أن تستعيد موريتانيا ثقتها فى الخارج، وتخلق مناخا شفافا يساعد على جلب الاستثمارات، وعلى الاستفادة منها، وعلى كسب ثقة الشركاء ... وإلا فإن مبلغ الملياري دولار سينضاف إلى مديونية الخمسة مليار دولار التى تثقل كاهل الخزينة الوطنية بالإضافة إلى فوائدها وشروطها وإكراهاتها المدمرة......