الجمعة
2025/11/28
آخر تحديث
الجمعة 28 نوفمبر 2025

كفى؛ لقد طفحت كأس "الزبى"

5 مارس 2019 الساعة 10 و41 دقيقة
كفى؛ لقد طفحت كأس
طباعة

سيدي عالي
الآن اصطف كل المفسدين و الانتهازيين و المتملقين من نخب سياسية و علماء و دجالين و تجار ، خلف "مرشح استمرار النهب و غياب المحاسبة و تأمين ممتلكات عصابة ولد عبد العزيز و الاصطفاف القبلي و الجهوي البغيض" : نحن الآن إذن، في معركة مخلفات ستين عاما من الفساد و الإفساد المالي و الإداري و الأخلاقي و التحكم القبلي و الجهوي و التزوير و تسخير القوة القهرية و الإدارة لصالح تحكم ثلة من المفسدين في شعب تائه ، لم يعد يعرف من يصدق و من يكذب ، من العالم و من الدجال ، من المخلص و من المفسد؛ و السبب "نحن" لا خيانة الشعب و لا قوة المفسدين و لا سوء حظ موريتانيا .
كانت هذه المجموعات تتشكل من نخب خائنة و علماء مرتزقة و إداريين متمصلحين و أمن منتقى و جيش غير مهتم و أعيان خلفهم المستعمر من أعوان المخزن. اليوم لم يعد على الواجهة مثقف و لا عالم و لا إداري و لا رجل أمن و لا عسكري و لا أعيان ، لا بالمفهوم التقليدي و لا بالمفهوم الحديث. نحن الآن أمام حثالة حقيقية من المرتزقة ، لم تعتد إدارتها تهتم بلبوس الوطنية و لا علماؤها بلبوس الفضيلة و لا أعيانها بلبوس النبالة : أصبحوا جميعا عراة أمام الجميع و إذا لم يتم القضاء عليهم الآن ، ستتحول خيانتهم إلى وطنية و فتاواهم على المزاج إلى مذهب ديني و سفالتهم إلى نبالة .
لقد ساعدونا الآن بتحديد أنفسهم و الإعلان عن نواياهم السيئة ، فأي عذر أمامنا اليوم في حشد صفوفنا أمامهم للقضاء عليهم؟
لم تعد هناك اليوم معارضة و لا موالاة و إنما هناك من يريدون موريتانيا راكعة تحت أرجلهم و من يريدونها شامخة أمام الأمم ، فاختاروا بين الاثنين و اعلموا أن أي خط ثالث ليس سوى وجهة أخرى من تجليات مكرهم . تلك هي خارطة الوضع الموريتاني اليوم فكونوا مرة واحدة على مستوى المسؤولية في حق أنفسكم، تكفيرا لما ارتكبناه جميعا في حق وطن أعطانا كل شيء و بخلنا عليه بأي شيء.
المطلوب الآن هو أن يتخلى الشباب عن بعض رومانسيته الفكرية و الكهول عن بعض نرجسيتهم السياسية لنصطف في وجه عصابات الأشرار و من يحملون فيروسات قابلية العدوى، بصرخة مدوية : لا لن تمروا من هنا .. كفى .. كفى .. كفى .. لقد طفحت كأس "الزبى"
كما علق كبير المدونين الدكتور الشيخ سيدي عبدالله
أعتقد أن أي معارض أعلن دعمه لمرشح بمجرد سماعه لخطاب ترشحه، هو ضحية لحظة عاطفية أو مشاعر لحظية معينة.
يقول الاصمعي متحدثا عن النقد الانطباعي: ( أشعر الناس من أنت في شعره حتى تفرغ منه).
ربما من باب التحرز يجب انتظار معرفة كافة المرشحين أو على الأقل الاطلاع على برامجهم والاستماع إليهم أكثر من مرة.
ورغم ذلك أحترم للكثيرين انبهارهم بخطاب ولد الغزواني الأخير، والسبب أنه خطاب حاول أن يشكل مرهماً لجراحات كثيرة، استاء منها الكثيرون مع نظام عزيز ، وكان عزيز يتعمد صب الملح عليها في كل ظهور له، وسايره في ذلك أغلب أنصاره.
ولذا جاء الخطاب تصالحيا وغير صدامي ولا تصعيدي...
لكنه يظل خطاب افتتاح حملة واستحقاقات ويحتاج صاحبه الى تقديم نفسه مرات ومرات..
ليس من احترام الناس اعتبارها انبهرت بلغة الخطاب وحده، وهي التي جعلتها تتخذ موقفًا إيجابيا من الرجل وخطابه.
كيف تكون صلاحية شخص للحكم مبنية على سلامة لغته فقط؟
ثم لماذا نمنح الحق لأنفسنا بانتقاد من يلحنون في الخطاب، وعندما نشيد بلسان سليم النطق والمخارج يكون ذلك معرة أيضاً.
البعد اللغوي في خرجة الرجل مجرد ميزة تحسب له ولكن من المزايدة اعتبارها سببا في الاشادة بخطاب تضمن بعض النقاط التي يمكن أن تطغى عليه أكثر من غيرها .
في المطار وفي الشارع وخلال الزيارات "المفاجئة" هاجم عزيز خصومه وسابقيه من الرؤساء واستخدم عبارات نابية ضدهم، وسخر من الثقافة والأدب، وخلق بذلك جوا من الاحتقان لدرجة أصبح معها ذلك الخطاب دليل ولاء وانتماء للنظام وحزبه...
فهل تريدون أن لا يرتاح الناس لخطاب مغاير، جاء ليعطي الصورة المعاكسة؟...
لكنه في النهاية يبقى خطاب ترشح واستحقاقات رئاسية...
ولاشك أن في الساحة خطابات أخرى وأسماء ستفرزها الأيام المقبلة...
هناك في نظرية التلقي ما يسمى ( أفق الانتظار) .. ومن الصعب اختراقه لمن يملكون (جهاز قراءة)....