الخميس
2024/04/25
آخر تحديث
الخميس 25 أبريل 2024

جريمة انقراض السمك بسبب التجار…

5 سبتمبر 2021 الساعة 15 و23 دقيقة
جريمة انقراض السمك بسبب التجار…
طباعة

كان الفقراء بخير قبل أن يستولي التجار على ثروتهم السمكية..
كان أرقى أنواع السمك بثمن بخس في الثمانينات إلى أن تدخل التجار بأموالهم وقوانينهم ويحتكروا الأسماك الجيدة كتشوف ودانتوه واكريفيت ولا نگوست وأمثالها لزبنائهم الأوروبيين..
فلم يبق للمواطنين في التسعينات إلا أسماك الدرجة الثانية: سق وأزول -الذي اكتفى الأوروبيون ببيضه- وصول وبامباي وأشباهها، فجاء التجار بأموالهم وقوانينهم فنافسوهم عليها لبيعها لزبنائهم الجدد في أوروبا وآسيا..
فانتقل الفقراء مع سنوات ألفين إلى أسماك الدرجة الثالثة تون وبونه ولمليسه، فجاء التجار بأموالهم وقوانينهم ونافسوهم فيها لبيعها للأسواق الإفريقية..
فاستسلم الفقراءبعد سنوات 2010 لأسماك الدرجة الرابعة يايبوي وتشاص وادجي معتقدين أن التجار لن يضايقوهم هذه المرة لأنه لا أحد سيشتري مثل هذه الأسماك الرديئة، فجاء التجار بأموالهم وقوانينهم فضايقوهم عليها من جديد، وحين لم يجدوا لها مشترين كافين جاؤوها بمصانع موكا فصاروا يطحنونها ويبيعونها للخارج على شكل علف حيوان تاركين الفقراء يموتون جوعا، بينما تحمي الحكومات والقوانين التجار الذين ظلت مصانعهم لموكا تتضاعف حتى زادت على الأربعين وجاؤوا ببواخر عملاقة لا تبقي ولا تذر..
ولما لم يعد هناك من الأسماك الرديئة ما يشغل مصانعهم عادوا إلى طحن ما وجدوا من الأسماك الجيدة بحثا عن الربح لمصانعهم حتى انقرض السمك نهائيا أو كاد… فمن للفقراء اليوم؟
لو كنت الحاكم لهذه البلاد لأبعدت التجار وأغلقت البحر أو أجزاء منه حتى يشبع الفقراء وجميع الموريتانيين أولا من ثروتهم السمكية وبالأسعار التي تناسبهم..
من صفحة الاعلامي الحسين بن محنض