الجمعة
2025/11/28
آخر تحديث
الجمعة 28 نوفمبر 2025

هذه هي مقاربة التغيير أو استراتيجية فرض التناوب

6 أبريل 2019 الساعة 16 و29 دقيقة
هذه هي مقاربة التغيير أو استراتيجية فرض التناوب
طباعة

محمد ولد مولود مرشح مثالي للمعارضة في وضع طبيعي أي حين لاتكون المعارضة شرا مطلقا ويكون بإمكانها الاستفادة من شعبية الأغلبية ومن دعم رجال الأعمال ومن النخبة دون خوف وهذا عكس واقعنا تماما .
كما أن ترشحه اليوم وقبله ترشح الزعيم بيرام ولد الداه ولد إعبيدي مثالي هو الآخر في تقسيم المعارضة وإضعاف فرص التغيير المنشود أو "الضربة القاضية" لأن قوة وديناميكية المعارضة التي كان يؤمل منها نشوة وحشد قوى التغيير خلف مرشح واحد تم توزيعها وكذلك تم تشتيت الخطاب وأصبحت هناك منافسة على شعبية المعارضة من داخل المعارضة وهذا في الحقيقة يصب في مصلحة النظام ويقلل من فرصة فوز المعارضة في الشوط الأول .
مرشح النظام ضعيف بسبب شرعية النظام البالية وبسبب عشر سنوات من خداع وتضليل الشعب بخطابات الإصلاح والبناء التي تمخضت عن قاعدة واسعة من الفساد والفقر والبطالة وتشرد القوى الحية القادرة على العمل ،وإنعدام الأمان الشخصي في المدن وسلبية جهاز الدولة إزاء موت الماشية والارتفاع الجنوني للأسعار ومآسي تزوير الأدوية و فاعليته في الظلم بإسم الإصلاح مثل مصادرة أراضي السكن والأراضي الزراعية على أساس إنشاء مشاريع وخطط إصلاحية إتضح في النهاية أنها تدخل في مجال النهب المنظم .لقد كانت المقاربة التي أسست عليها المعارضة موقفها الأول حول المرشح الموحد والذي أعلنته للملأ : أن توحد جهودها للإستحقاق القادم وتسيطر على شعبيتها مجتمعة ، و قد اتفقت في خطوة لاحقة ضمن نفس المقاربة على تجاوز المرشح الداخلي والبحث عن مرشح خارجي تحصل من خلاله على العبور إلى الطرف الثاني إلى شعبية الكرسي ،وذلك بواسطة شخصية مقنعة لجماهير الموالاة المطحونة التي تعلق آمالها على التغيير ، بالخروج من ربقة الموالاة ، إلى الوقوف خلف من يمنح الثقة لرجال الأعمال وللموظفين ولشيوخ القبائل والوجهاء بالتغيير غير المتطرف، ويعطي الأمل للنخبة بالإصلاح نتيجة للإستقامة والكفاءة ، من يجعل الجميع قد إنتقل من الأغلبية نحو دعم شخص مستقل يوفر ضمانات ومزايا التغيير المتصالح مع كل قوى وجماعات التأثير داخل الدولة والمجتمع ، وليس الإنتقال إلى دعم الطرف المقابل الذي كانوا ضده منذ عشر سنوات وأكثر أي التحول إلى دعم شخص يملك ميزاته الخاصة الجاذبة خارجا عن المعارضة وليس براديكاليتها بحيث تكون المعارضة طرفا ضمن أطراف أخرى تدعمه ،الأمر الذي ظل يتوفر في مرشحنا دون أية مزايدة .
هذه هي مقاربة التغيير أو استراتيجية فرض التناوب التي تبنتها المعارضة قبل الفشل "المدبر".
واليوم وبعدما لم نتمكن من تحقيق تلك المقاربة لأسباب مختلفة يجب أن نحاول تصحيح المسار وذلك بالنظر للأمام إلى توحيد جهود محاربة التزوير والضغط على السلطة المتماهية في الإنحياز من أجل حياد الإدارة وحياد المؤسسة العسكرية التي للأسف لم تلتزم بقانون واجب التحفظ - وبعد ذلك تطلب أن تبقى فوق النقد والتجاذب السياسي في حين تنخرط في دعم مرشح كان قائدها بالأمس بصفة علنية ،توفر له التنقل والحراسةوالدعم السياسي على رأي المثل الحساني "إلِّ إدور لمهابة يطلع بيه راص الصدرايَ" - وتوحيد الإستراتيجية الإعلامية وتبادل المعلومات وتثمين الخطابات ومساعدة بعضنا البعض في التنقل ويوم الإقتراع وغيرها من الأمور . أعتقد أن الهدف في المحصلة هو التناوب الذي هو إبعاد عزيز من الحكم في الدرجة الأولى والنظام العسكري في الدرجة الثانية والقضاء على النهج في الدرجة الثالثة وبما أن المرشح هو الجنرال محمد ولد محمد احمد ولد الغزواني فلا توجد درجة أولى أو ثانية أوثالثة بل توجد درجة واحدة هي منع فوز ولد الغزواني في الإنتخابات الرئاسية لاغير ،لأنه استمرار لعزيز واستمرار للنهج واستمرار للحكم العسكري وهذا ضد تطلعاتنا كمعارضة وكشعب يبحث عن الإصلاح والتغيير.
محمد محمود ولد بكار