الأحد
2024/05/19
آخر تحديث
الأحد 19 مايو 2024

هل تحذو موريتانيا حذو الجزائر؟

13 أبريل 2019 الساعة 17 و38 دقيقة
هل تحذو موريتانيا حذو الجزائر؟
طباعة

خرج موريتانيون مساء الخميس بالعاصمة نواكشوط للمطالبة بتغيير لجنة الانتخابات، واعتماد الشفافية خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران/ يونو القادم.

وجاب متظاهرون شوارع نواكشوط الكبرى، مطالبين بضرورة تغيير "اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات".

وردد مشاركون في التظاهرات، التي اتسمت بالسلمية، شعارات مناوئة لتدخل الإدارة في الانتخابات، وعبر آخرون عن تخوفهم من التزوير الذي قد يطال العملية الانتخابية.

الموريتانيون طالبوا كذلك بتغيير عضوية لجنة الانتخابات وجعلها مناصفة بين أحزاب المعارضة وأحزاب الأغلبية الحاكمة.

الحكومة الموريتانية عرضت زيادة أربعة أعضاء من المعارضة إلى اللجنة، مع الإبقاء على الأعضاء الحاليين وعددهم 11 عضوا، لكن المعارضة رفضت العرض، وأصرت على تقاسم اللجنة مع أحزاب الأغلبية.

أمر يبدو أنه سيبقي على الحراك الموريتاني ويهدد سير الانتخابات القادمة التي وصفها متابعون بالأكثر "سخونة" في تاريخ موريتانيا.

يأتي ذلك بعد أسابيع من انطلاق المظاهرات المطالبة بالديمقراطية وتغيير النظام بالجزائر، فهل لذلك علاقة بحراك الجارة الجزائر؟

بالنسبة لأستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر حسين مجبر فإن عدوى التظاهرات السلمية لا بد وأن تنتقل إلى دول الجوار.

وفي اتصال مع "الحرة" ذكر مجبر بالانتفاضة الشعبية التي انتقلت بسرعة من تونس إلى مصر وليبيا وسوريا، لافتا إلى الطابع الخاص الذي اتسمت به مظاهرات كل من الجزائر والسودان.

حسين مجبر لا يرغب في نعت الانتفاضة بالجزائر بـ"ربيع عربي" لسببين، الأول يتعلق بالظروف السلمية التي اتسم بها حراك الجزائر وعدم دخول الشرطة في صدام مع المحتجين إلا في مواقف محدودة.

والثاني في كون الشعب الجزائري بطبيعته يقف "ضد الثورات التي تسفك الدماء".

وقال مجبر في هذا الصدد "نعم، الموريتانيون تأثروا بالجزائريين وثورتهم السلمية، كما تأثر العالم بأسره بالصور الحضارية التي رسمها شباب الحراك مع رجال الشرطة والدرك".

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة نواكشوط، ولد سيدي امحمد فيرى أن ريح الديمقراطية ستعاود المنطقة المغاربية بعد أن أوقفتها المجازر التي شهدتها كل من ليبيا وسوريا.

وفي اتصال مع "الحرة" أوضح المتحدث أن شعوب موريتانيا والسودان والجزائر تعيش في ظل أنظمة دكتاتورية منذ عقود ولولا "تحول الثورات العربية إلى مجازر في بعض البلدان" لانتهت هذه الأنظمة مباشرة بعد نجاح الثورة التونسية.

وفي هذا السياق أكد سيدي امحمد أن انتفاضة الجزائريين والسودانيين وحتى الموريتانيين جاءت نتيجة ممارسات دكتاتورية لأنظمة تأبى الذهاب وتمارس شتى الطرق لفرض قبضتها على الشعوب التواقة للديمقراطية.

وهل هو ربيع عربي جديد؟

ولد سيدي امحمد يرى أن "التسميات لا تهم بقدر الأهداف التي ترسمها الشعوب من أجل التحرر من أنظمة عسكرية ظالمة".

وتشهد موريتانيا في حزيران/ يونيو القادم انتخابات رئاسية أعلن الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز أنه لن يترشح لها، فيما دفعت أحزاب المعارضة بثلاثة مرشحين بارزين يتقدمهم رئيس الحكومة الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من حزب (تواصل) الإسلامي.