"الهابا" تعرض أمام هيئات الضبط الإفريقية تجربتها في مواجهة خطابات الكراهية

عرضت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية تجربتها في مواجهة خطابات الكراهية أمام أعضاء شبكة هيئات الضبط الإفريقية( RIARC) خلال فعاليات الندوة الدولية المنعقدة في نجامينا تحت عنوان : "مكافحة خطاب الكراهية: الوضع الراهن والآفاق المستقبلية ".
وتتمثل التجربة المذكورة في حصيلة أداء خلية للرصد والمتابعة، تم إنشاؤها غداة تنظيم الانتخابات النيابية والجهوية والبلدية المنظمة في 27 مايو، لغرض تتبع ورصد وكشف خطابات الكراهية والأخبار الزائفة ومكافحتها.
واستمرت هذه التجربة طيلة ستة أشهر، بهدف انتهاج مقاربات ناجعة لمواجهة خطابات الكراهية والأخبار الزائفة، سبيلا لصون الحرية، وتجسيدا لحق المواطن في إعلام نوعي تعددي مهني، يناهض خطاب الكراهية، في ظل انتشار الوسائط الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي، وما واكبها من دفق إعلامي متحرر ومتحلل من قواعد وقيم الدقة والمصداقية والتحري.
وسعت هذه التجربة إلى إرساء أسس موضوعية وفعالة لمحاربة هذه الظواهر من خلال جمع البيانات من أجل مايلى :
• تحديد خطابات الكراهية بناء على معايير مستنبطة من النصوص القانونية المعمول بها في موريتانيا؛
• تطوير أدوات فعالة ومناسبة تمكن من التعرف السريع والموضوعي على هذه الخطابات والأخبار الزائفة، بالإضافة إلى متابعتها، وذلك في إطار مكافحة فعالة لها؛
• تحديد أنجع الوسائل لمواجهة هذه الخطابات.
وقد مكّنت هذه التجربة من تطوير أدوات لرصد واكتشاف خطابات الكراهية اعتمادًا على معايير مستندة إلى الأحكام القانونية الوطنية والدولية المنظمة لهذا المجال ، كما تم إنشاء استمارة تعريف لكل حالة، تتضمن طبيعة الخطاب ، مصادره ، الوسيلة الإعلامية، الهدف، الآثار المتوقعة، وأفضل وسيلة لمواجهته.
ومن بين 60 حالة تم رصدها من قبل الخلية:
• 46.66% تم تصنيفها على أنها عنصرية؛
• 26.66% كتحريض على العنف؛
• 6.66% كدعوة للتمرد؛
• 15% كإساءة للرموز.
وقد تناولت هذه الخطابات مواضيع يمكن تصنيفها كما يلي:
• 63.33% ذات طابع عرقي؛
• 8.33% ذات طابع قبلي؛
• 11.66% ذات طابع جهوي؛
• 41.66% ذات طابع سياسي.
أما من حيث وسائط النشر:
• 88.33% نشرت على صفحات شخصية؛
• 8.33% على مواقع إلكترونية؛
• 3.33% على صفحات شخصيات اعتبارية.
وقد تم استخدام الوسائط التالية في نشر هذه الخطابات:
• منصة فيسبوك: 86.66%؛
• مواقع إلكترونية: 6.33%؛
• تيك توك: 3.33%؛
• يوتيوب: 1.66%.
ومن الملاحظ أنه لم يتم نشر أي من هذه الخطابات عبر وسائل الإعلام التقليدية (إذاعة، تلفزيون، صحف، وكالات)، مما يدل على أن الطابع المؤسساتي يحد من انتشار هذه الخطابات، وبالتالي تبرز أهمية تأطير وتنظيم وسائل الإعلام الجديدة.
وتظهر قراءة متأنية لنتائج هذه التجربة أن محاربة خطابات الكراهية والأخبار الزائفة تتطلب ما يلي :
• تسهيل الوصول إلى المعلومات للحد من مصداقية هذه الخطابات والأخبار الزائفة؛
• تعزيز قدرات ومهارات المهنيين، من ناشرين، ومؤثرين، وصحفيين؛
• نشر وتبسيط النصوص القانونية التي تؤطر وتجرم وتضبط المحتوى الرقمي؛
• إعداد برامج للتربية الإعلامية لتوعية الجمهور بمخاطر المحتوى غير القانوني، وتمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة.
وباختصار، الاستثمار في المواطن ليكون قادرًا على تحمل مسؤوليته بنفسه.
وللتذكير فإن الندوة التي اشتملت فعالياتها على هذا العرض، اختتمت أشغالها يوم الجمعة 27 سبتمبر 2025، بمشاركة معظم هيئات الصبط والتنظيم الإفريقية، وعدد كبير من الباحثين والأكاديميين التشاديين.