معهد مدد رأس: الحقيقة لا تُستخلص من الصراخ ولا من التكرار ولا من التهويل بل من الوثيقة والدليل والتحقيق المؤسسي
معهد مدد راس
بيان توضيحي بشأن المزاعم المروَّجة حول ما يُسمّى باختلاس “450 مليار”
تعد الادعاءات التي روّج لها بعض الأطراف - وفي مقدمتهم بيرام - عبر قناة فرانس 24 ، وما تبنّته دعايات أزلام / فلام من رقمٍ خرافي مختلق ، يبلغ 450 مليارا ، يعدّ ذلك افتراء سافرا ، وإساءة ممنهجة تُقَدَّم للرأي العام الوطني والدولي بثياب “الحقائق” ، وهي في كنهها ، أكذوبة اختلقت بعناية ؛ تهدف إلى تضليل المواطنين وتسميم الوعي الجماعي .
فعلا . لقد تمّ تكرار هذا الرقم ( بلا مصدر ، ولا وثيقة ، ولا سند ) ، لدرجة أن البعض حاول فرضه كحقيقة من خلال الإلحاح وحده ، في تجاوزٍ صارخ لأبجديات التحليل ، ولأدنى درجات المسؤولية الأخلاقية والمهنية .
وإذ نؤكد للرأي العام أنّ هذه المزاعم لا تستند إلى أي دليل ، ولا إلى أي تقرير رسمي ، ولا إلى أي فحص مستقل أو مؤسسي ، فإننا نُعلن بوضوح :
نتحدّى أي جهة أو فرد أن يقدم مستندا واحدا ، أو رقما مُثبتا ، أو وثيقة ذات حجية قانونية ، تُظهر أدنى علاقة بين الواقع وهذا الرقم المختلق . كل ادعاء دون بيّنة هو تضليل محض ، ومساهمة مباشرة في زعزعة الاستقرار .
إنّ استمرار نشر هذه الأكاذيب وجرّها إلى الفضاء العام يعكس مستوى خطيرا من الانحراف ، يُستبدل فيه الرشد بالدعاية ، والعقل بالتهييج ، والوقائع بالافتراءات.
كما يشكّل اعتداء على ثقة المواطنين ومصالح البلاد ، ويقوّض أسس النقاش العام ، القائم على الشفافية والبرهان .
وعليه ، نؤكد أنّ الحقيقة لا تُستخلص من الصراخ ، ولا من التكرار ، ولا من التهويل ، بل من الوثيقة والدليل والتحقيق المؤسسي . وكل ما عدا ذلك ، يبقى مجرد ضجيج ، غايته التضليل والإساءة .
... لا للفساد .
... لا للتلاعب بوعي الناس .
... لا لتسريب السموم في شرايين المجتمع ، باسم .... “الحقائق”.
محمد محمد الحسن
معهد مددراس 2Ires
في 12 دجمبر 2025



