الأربعاء
2025/10/15
آخر تحديث
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025

قراءة في مؤتمر ولد عبد العزيز(الحلقة الثانية)

20 دجمبر 2019 الساعة 11 و40 دقيقة
قراءة في مؤتمر ولد عبد العزيز(الحلقة الثانية)
طباعة

أما فيما يخص التحول عنه فيعرف ولد عبدالعزيز الذي كان يسخط على حزب الإتحاد ، أنه حزب للكرسي ،وأنه كما إلتأم حوله هوَ ،وليست له أفكار ، ولا معاملة طيبة ولا إحترام للآخرين ،سيلتئم حول خلفه إذا كانت له نفس المواصفات فبالأحرى له ميزات أفضل من حيث الأخلاق والوعي .إعترف ولد عبد العزيز بثروته الهائلة ،نتيجة لأنها طفحت، وهو يعرف ذلك وينكر بشدة أنها حصلت من المال العام ،ثم أنه لايعترف من أنها من التجارة ، وليست قبل تقلده منصب رئيس للبلد ،فمن أين أتت إذن ؟ !وهنا دائما يصر ولد عبد العزيز على إعتبار أهل البلد أغبياء ، حيث يرى أنهم يصدقون نكرانه، وهو لا يقدم أي دليل بديل على أن هذه الثروة جمعها على الأقل، قبل أن يكون رئيسا ، فبأي وسيلة إذن ! ،في حين لم يستطع نكران أنها هائلة . إستطاع ولد عبد العزيز أن يبقي علاقته بصديقه بعيدا عن الحديث ، دون أن يتمكن من أن يخفي أنها ، شبه إنتهت ،حيث لم يلقي لها أي أهمية ، ولم يثني عليها ولا مرة واحدة ، وكأن الصراع قد تم إبتلاعه . يؤكد ولد عبد العزيز على تمسكه بممارسة السياسية لكنه لايخفي أن مخططه الجوهري أو وسيلته السياسية الرئيسية لذلك تم أخذها منه عنوة ، وإظهار مقاومة هادئة متحضرة ،وكأنه مازال يرجوا تصليح الأمور المتعلقة أساس بعودتها له ، دون أن يستطيع إخفاء المرارة من سحب البساط من تحته بواسطة الحكومة والنواب .يقدم ولد عبد العزيز رسائل صارمة بتمسكه بالمشاركة السياسية ، ولا يكاد يخرج من الهدوء الذي يفرض على نفسه لأجل إنجاح مؤتمره ،مع أنه نجح في ذلك ،حتى أثناء حديثه عن مضايقات واجهها أثناء تحضير مؤتمره الصحفي هذا ،ويعتبرها مقصودة وبتوجيه من السلطة ، لكن ربما عانا في التدرب على هذا الإنضباط ، وهنا يمكن ملاحظة تغير في مستواه العام ، ومستوى الأداء ،من حيث الهدوء الذي طبع أجوبته ومحاولة الرجوع للقوانين في أوقات في محلها تماما ،وإستخدام ورقة رئيس الحزب الذي تم تجاوزه وإقصائه ، ثانيا تمسكه بالديمقراطية وقيمها،وكأن ثلاث أشهر في إبريطانيا فُرك فيها عقله العسكري الإقصائي حتى صار ديمقراطيا .لم يفلت المؤتمر من سخاء سياسي ملفت من طرف لد عبد العزيز في وصفه بعبارة غاية في اللباقة والإعتراف بالمنزلة عند ذكره كلا من سيدي محمد ولد بوبكر وبيرام ولد الداه ،مع إستمراره في فتح النار على معارضته التقليدية وتجريمها أو الحديث عن ملفات عنها . لقد أنهى ولد عبد العزيز مؤتمره للقول بجملة واحدة أنه موجود وحاضر ويعمل من اجل المستقبل ،ولا يخاف أي ملفات ، أي لا يخاف ولد الغزواني ، وأنه مستمر في ممارسة السياسية من أجل مصلحة الشعب والديمقراطية .والحقيقة أن ولد عبد العزيز قد إنتهى ، ويجب الإنتقال إلى موضوع آخر ،ريثما يعقد الحزب مؤتمره، ويكمل مجلس النواب لجنته للتحقيق في الفساد،وينتهي تقرير محكمة الحسابات لسنة 2018/2019.
موقف العلم