الأربعاء
2025/10/15
آخر تحديث
الثلاثاء 14 أكتوبر 2025

محمد محمود ولد بكار: اللغة الفرنسية ليست لغتنا ولا علاقة لها بالوحدة الوطنية

31 دجمبر 2019 الساعة 01 و02 دقيقة
محمد محمود ولد بكار: اللغة الفرنسية ليست لغتنا ولا علاقة (…)
طباعة

اللغة الفرنسية ليست لها علاقة بالوحدة الوطنية ،والدفاع عنها يمثل درجة كبيرة من الإنصياع وراء تحقيق أهداف سيطرة غير مستحقة لفرنسا على جزء هام من القارة الإفريقية التي ظلت تسيطر على عقولها وعلى ثقافتها وأدبها، وبالتالي تسيطر على تفكيرها وعلى أنظمتها الإقتصادية والسياسية ،من أجل تحقيق مكاسب الأمة الفرنسية.. لماذا لا تنتهي الإفراكوفونبة مع "افرانس آفريك" التي هي الموجة الثانية من الإستعمار ،بينما تعتبر اللغة الفرنسية هي الموجة الأخيرة والعميقة من الإستعمار؟..
لا مبرر لفصل الشعب الموريتاني بسبب دوافع خارجة عن ثقافته وتاريخه ، لماذا لا ننظر إلى الأمام بدل الخلف ونقر بالخطأ الذي قسّمنا،حينما فرقنا أبناءنا وأجيالنا في المتاهات السياسية ،كيف سيعرف بعضنا بعضا إذا لم نجلس على نفس المقاعد ، ونراجع في بيوتنا مع بعضنا البعض ،ونتسامر ونتفاهم ،ونتحدث عن آبائنا وأجدادنا و يذكر كل منا عاداته وطباعه ،وقيمه ومفاهيمه للآخر ، كيف نفكر بتكريس الإنقسام والدفاع عنه ولا نفكر ونحاول إصلاح تلك الأخطاء والسياسات الخاطئة ، بواسطة تحقيق التفاهم بين أجيالنا الحالية والقادمة؟. الفرنسية ليست لغتنا ولا لغة موحدة، بل ليست سوى لغة إنفتاح من الدرجة الثالثة ، بينما تحصل دولتنا وقارتنا مع الصين على مصالح أكثر من مصالحها مع فرنسا ولا ندعوا للغتها.
المفكرون والساسة الكبار يجب أن يفكروا في الإصلاحات والتقويم ويقدمون نظرة للمستقبل الوضاء الذي يقوم على التفاهم والإنسجام والتعايش المديد وليس الرجوع للوراء ،فما الذي قدّمه لنا إختلافنا حول مسألة اللغة؟ بل كم كانت خسارتنا وكم كان نجاح الطرف الآخر في ظل إختلافنا حول لغته وثقافته؟. أنظروا إلى دولة العصابات اليهودية في فلسطين، كم جاءها من أصقاع العالم بإسم اليهود؟ من إفريقيا وأوروبا ومن البلدان العربة ، أنظروا إلى تقدمها، هل هو بلغة واحدة أو بنقاش اللغات والخصوصيات؟. أنظروا إلى كل دول العالم متعددة الأعراق ،إلى فرنسا نفسها وإلى إبريطانيا. كل العالم تبنى تطوره وتقدمه بلغة واحدة، تظل محل تركيزه وتواصل مكوناته ،وكان ذلك هو أول طريق النجاح والتطور وتجاوز العرقلة التي تثيرها اللغة والهوية ، وإخراج الدولة من دوامة النقاشات المبطلة. إن رهان هذا القرن هو التطور الإقتصادي ورهانات التنمية وحقوق الإنسان. كل العالم يبحث عن الإندماج وتقوية التفاهم والتواصل بين مكوناته، ويبحث عن عناصر الجمع والتوحيد من أجل تقوية وحدته، وليس العودة إلى نقاش رهانات ستينات القرن الماضي ، ذلك نقاش عقيم ولا طائل من ورائه ويجب وقفه حتى لا يضيعنا مرة أخرى .

محمد محمود ولد بكار