الخميس
2024/03/28
آخر تحديث
الخميس 28 مارس 2024

هل كان المؤتمر الضربة القاضية التي وجهها لنفسه؟.. أبرز ما قاله ولد عبد العزيز في مؤتمره الصحفي

1 مايو 2021 الساعة 08 و00 دقيقة
هل كان المؤتمر الضربة القاضية التي وجهها لنفسه؟.. أبرز (...)
طباعة

انهى قبل قليل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز مؤتمره الصحفي الذي نظمه الليلة في مقر حزب الرباط الوطني بلكصر.
حيث قال إنه يتحدى أي شخص يثبت أنه يملك أي أوقية غير شرعية، مؤكدا أن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني يعرف أنه لم يأخذ أي أوقية من أموال الشعب الموريتاني.
وأضاف عزيز أنه كان دائما يقف ضد تسيير المال العام بطريقة غير شفافة فكان يحرص على أن تتم كل صفقة في الدولة بأقل ما يمكن.
وخلال حديثه عما قام به النظام الحالي من تسيير البلد قال عزيز إن النظام الحالي قام بزيادة رواتب النواب ب480 الف اوقية، وزيادة ميزانية البرلمان ب750 مليون أوقية، وزيادة ميزانية الرئاسة بأكثر من ملياري أوقية.
وقال ولد عبد العزيز إن الهدف من كل ما تقوم به السلطات في ملف التحقيقات الجارية إنما المقصود منه هو محاربته هو شخصيا.
واكد عزيز إن البلد يشهد حاليا انتكاسة في الحريات بإسكات الجميع: أحزابا وصحافة ومدونين..
ونبه ولد عبد العزيز الى ان الأمن تدهور وجميع القطاعات تدهورت بصورة غير مسبوقة مؤكدا ان الفقر ازداد وان المخدرات انتشرت.
وأشار الرئيس السابق الى ان هناك مؤامرة تحاك على الشعب الموريتاني، منبها الى أن المعارضة تلاشت، وان الجمعية الوطنية أصبحت تمرر كل ما يرد إليها دون مساءلة الوزير ولا الاعتراض على ما يقدمه....
هذا وكان الرأي العام قد انتظر بفارق الصبر هذا المؤتمر الصحفي الذي حُدد توقيته بعناية على تاريخ غزوة بدر،بما سيحمله من أدلة تمثل قوة الأدلة وبراءة رئيس الفقراء،ومحاربة الفساد، من التهم الكيدية ، وكأن الناس "كانت تنتظر خطوة فاصلة بين الحق والباطل ،وبين فئة صغيرة معها الحق والصدق، تغلب فئة كبيرة معها الكذب والتلفيق " على وقع التهديدات والتخويف على لسان ولد إشدو بأن عزيز إذا تكلم "فسيهتز البلد "ولم يعدو الأمر أكثر من مهزلة صغيرة .
إتسم حديث ولد عبد العزيز بالحرقة ،وحاول أن يظهر بإفراط عزمه في المضي بهذا الطريق دون أن يستطيع إخفاء أنه وحيدا فيه، وأنه يتلقى النصح بأن يتوقف عن هذه الطريق ،وكأن أسرته لا توافق على هذا المسار حيث يقول أنه يسماحهم إذا ذهبوا في طريق مختلف .
لم يعكس الحضور أي قوة سياسية لعزيز فقد تخلى عنه 4وزراء كانوا آخر رموز شعبيته بعد عودته لإستلام "السلطة" كما لم يظهر معه أحد من المجموعة التي أعلنت أخيرا دعمه ، ولم يكن هناك فريق مهم لتسيير المؤتمرالصحفي، كان هناك ولد عبد العزيز أعزل إلا من عقيلته و السعد ولد لوليد رئيس حزب الرباط ،وسهلة من أحمد زايد رئيسة حزب حواء معه على المنصة ،وكان يقابله عدد قليل من الناس لا يمكن الفصل فيه بين المؤيد من المتفرج وأكثره من النساء أو لنقل كان ذلك هو جمهوره الذي حضر المؤتمر الصحفي ،على كل لم يكن ملفتا.
التغطية الإعلامية كانت رديئة لأنها اختزلت على الإنترنت الضعيفة، كما لم تهتم الصحافة بحديثه حيث لم تواكب المؤتمر الصحفي بنقل بعض الفقرات والجُمل على المواقع الإخبارية تحت عبارة عاجل كما تفعل دائما في مثل هذه المناسبات..
ظهر ولد عبد العزيز في شكل المرتبك والخائف من أن يبقى وحيدا رغم ثقته الزائدة بالنفس مع والإذعان لموقف الضعف أي الموقف الذي لايملك صاحبه أي قوة ، ولأول مرة يففد التركيز وتشتت الأفكار والإنزعاج من كلام الناس وعدم الأريحية على هذا النحو ،فقد ظل طيلة مؤتمراته الصحفية السابقة التي يظهر فيها الكثير من التشنج ، يحافظ على قدر من التوازن ويطلق فيها أيضا بعد الدعابات الممزوجة بالضحك والتنكيت ، الأمر الذي لم نشاهده اليوم .لم يأتي عزيز بفكرة جيدة ولم يتمتع بأي درجة من الإقناعية وإذاكانت هذه هي حججه فإن طريقه مفتوح للسجن .
لم يأتي عزيز بما وعد به من معلومات ضد النظام ولم يستطع أن يقدم إثباتات حول مصادر أمواله ،كما لم يستطع أن يدخل معه أحد أفراد نظامه كشريك في التهم الموجهة إليه ،وهكذا مثل هذا المؤتمر تراجع كبير في صورة عزيز وقوته المرتبطة بامتلاكه بأدلة وبمستمسكات على رفاقه وضربة صارمة وجهها لنفسه ،حيث عرى نفسه من سلاح خلّب كان بحوزته ، وسيغير هذا المؤتمر من نظرة النظام إليه بشكل جوهري بأنه لا يملك أي قوة ،وأنه انتهى بالفعل ، ويجب غلق باب الأحداث دونه والمضي إلى شيء آخر.