مهرجانات المدن القديمة سنة حسنة

هذه المدن معزولة تم بناؤها على طريق القوافل الوعرة وبذلك تظل معلقة في الجبال أو بين الهضاب الوعرة التي لا يمكن ان يسلكها سوى الجمال …تعبيد الطريق إلى هذه المدن مكلف جدا ويطغى الجانب الإجتماعي والثقافي عليه وبالتالي من الصعب الحصول على تمويل لها ..تفكير الدولة فيها في هذا التاريخ من كل سنة وبشكل دوري وبإشراف مباشر من رئيس الجمهورية يعد خطوة مهمة حتى ولو كانت مردوديتها التنموية محدودة ،لكنها تجعل كل مدينة من هذه المدن تنفض عنها غبار النسيان والعزلة لتعيش أيام من النشاط والسرور يتم بواسطته ضخ الكثير من الأموال والسلع وترميم القطاعات والخدمات الأساسية في المدينة وتوسيعها ويتم بسبب ذلك الانتعاش التجاري الوفرة في الشراء والبيع بتلقي العديد من الوفود والاحتكاك بأنواع الناس مما يجعلها تحت الأضواء وفي حيوية مضاعفة مئات المرات ..كما أنها مناسبة ليحصل سكانها على بعض المساعدات وحل بعض المشاكل من خلال لقاء الرئيس وبعض أعضاء الحكومة وورؤساء الهيئات المهمة في الدولة وبالتالي الحصول على فرصة طرح مشاكلهم الكبيرة التي دائما يجد بعضها تسوية مباشرة وعاجلة من خلال الأوامر الرئاسية المباشرة ولأن وجود الرئيس وتسهيل وصول المواطنين إليه واحد من أهم أهداف المهرجان أصلا لكي تجد تلك المشاكل حلا.
كما يتم تسليط الضوء على المخزون الثقافي والمميزات المتعددة لهذه المدن وسكانها وظروف العزلة وطريقة العيش مما يخلق صورة متعددة الأبعاد وشاملة عنها وضعيتها .
كما تتم تجلية الجوانب المضيئة الثقافية والاجتماعية لهذه المدن وما تختزنه من عادات وقيم ونمط عيش خاص بها نتيجة لقدمها فهي قبل الدولة بمئات السنين وملتقى لثقافات عديدة وضاربة وفي القدم وعزلة وانكفاء على الذات .
إنها في الحقيقة شواهد على جوانب عديدة من تاريخنا المضيء .

من صفحة الإعلامي والمحلل السياسي محمد محمود ولد بكار